loader-img-2
loader-img-2
05 October 2024
- ٠٢ ربيع الآخر ١٤٤٦ -

دبي قاعدة انطلاق قوية للشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي

دبي قاعدة انطلاق قوية للشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي

أفاد مسؤولون في شركات وهيئات متخصصة في الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات، بأن الإمارات، ودبي خصوصاً، تُعدّ قاعدة انطلاق قوية للشركات الناشئة المختصة بالذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن سياسات دبي المتمحورة حول الابتكار والداعمة للأعمال واستثماراتها المستهدفة، تسهم في استقطاب المواهب العالمية، وتجعلها مهيئة لتصبح مركزاً عالمياً رئيساً في مجال الذكاء الاصطناعي.

ولفتوا إلى أن 74% من الموظفين في الإمارات يستخدمون الذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة 55% على المستوى العالمي.

وشددوا على أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييراً جذرياً في مجريات الحياة اليومية مستقبلاً، وتشمل المجالات التي ستشهد التأثير الأكبر، حلول المدن الذكية المحسّنة، ووسائل النقل ذاتية القيادة، والرعاية الصحية، والتعليم، وتحديات التغيّر المناخي.

وحذروا من حقبة جديدة من الجرائم الإلكترونية، التي تتطور بوتيرة سريعة للغاية بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مطالبين بتثقيف الشركات والأفراد في الدولة، حول المخاطر المحتملة وتطبيق إجراءات أمنية قوية، وتعزيز التعاون بين الحكومات وقادة الصناعة والباحثين.

وتفصيلاً، قال رئيس قسم القطاع الرقمي في الهند والشرق الأوسط وإفريقيا لدى «أوليفر وايمان» للاستشارات، جاد حداد، إن «سياسات الإمارات، ودبي خصوصاً، المتمحورة حول الابتكار والداعمة للأعمال، إلى جانب استثماراتها المستهدفة، تسهم في استقطاب المواهب العالمية وتجعلها مهيئة لتكون مركزاً عالمياً رئيساً في مجال الذكاء الاصطناعي».

وأضاف أن «الشرائح السكانية في الإمارات، ودبي خصوصاً، تُعدّ من أوائل المعتمدين على الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يجعلها قاعدة انطلاق قوية لشركات ناشئة مختصة في مجال الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى بحث أجرته الشركة، أخيراً، أظهر أن 74% من الموظفين في الإمارات يستخدمون الذكاء الاصطناعي مقابل 55% عالمياً.

ونوّه حداد، إلى أن «الذكاء الاصطناعي سيصل إلى مختلف مجالات الحياة خلال الأعوام القليلة المقبلة، ومن الصعوبة التفكير في مجالات الحياة التي لن يصلها تأثيره مستقبلاً، مع التوسع في حالات الاستخدام خلال فترة من 12 إلى 18 شهراً المقبلة، ليشمل الذكاء الاصطناعي جميع جوانب حياتنا خلال سنوات قليلة».

ولفت إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر نوعاً من الذكاء منخفض الكلفة والمتوافر عند الطلب، بدأت بالتأثير في حياتنا اليومية خلال الفترة الأخيرة، كما تم اعتماد «الذكاء الاصطناعي التوليدي» بشكل خاص على نطاق واسع في صفوف الجمهور العادي، مشيراً إلى أن «الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانية (أتمتة) العديد من المهام التي نقوم بها يومياً، وهو قادر على جعل المهام التي لن يقوم بأتمتتها أكثر سهولة وسرعة في التنفيذ من خلال تحسين إنتاجية المستخدم، عبر تلخيص مجموعة كبيرة من النصوص بسرعة وترتيبها لتكون جاهزة للاستخدام بناءً على استفسارات محددة، ما يوضح سبب شعبيته بين الجمهور العادي».

من جانبه، قال نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات الخريجين في «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، سلطان الحجي، إن «الإمارات تتمتع بموقع مثالي يتيح لها أن تكون مركزاً رئيساً للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وبدأت بالفعل بالاضطلاع بهذا الدور، بعد أن جعلت الذكاء الاصطناعي إحدى الركائز الأساسية لرؤيتها، وأطلقت (الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي) وكانت أول دولة في العالم تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي، وأسست أول جامعة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي وهي (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي)».

وأوضح أن «الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييراً جذرياً في مجريات الحياة اليومية مستقبلاً، من خلال إدراج مستويات أعلى من (الأتمتة) والذكاء القائم على البيانات، وتشمل المجالات التي ستشهد التأثير الأكبر، حلول المدن الذكية المحسّنة، ووسائل النقل ذاتية القيادة، والرعاية الصحية المرتبطة بمراقبة آنية للمرضى وتقديم علاجات مخصصة، وتوسيع الوصول إلى التعليم في المناطق النائية، والحلول التي تخفف من تحديات التغيّر المناخي».

ونوّه الحجي، إلى أن «الذكاء الاصطناعي يساعد على تبسيط المهام المعقدة، من خلال أتمتة الإجراءات وتحليل كمّ كبير من البيانات واتخاذ القرارات بمعدلات عالية الدقة، ويتم حالياً استخدامه في عدد من القطاعات في حياتنا اليومية، مثل أتمتة المنازل عبر تعلم تفضيلات سكان المنزل، بخصوص الحرارة والإضاءة والروتين اليومي، مروراً بالمساعدين الافتراضيين كـ(سيري وأليكسا)، الذين يقدمون توصيات حول خدمات البث ووصفات الطعام، وصولاً إلى تقنيات المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الخاصة بالاستخدامات القطاعية والتعليم والتحليلات التنبؤية للتشخيص والعلاج والارتقاء بخدمات العملاء، باستخدام روبوتات الدردشة وتحسين سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية وتقديم تجارب تسوق مخصصة وإحداث تحول في العمليات الصناعية والاستدامة».

ولفت إلى أنه يتم حالياً استخدام الذكاء الاصطناعي كذلك في تطبيقات التعرف إلى الصوت والصورة، بهدف فتح الأجهزة والمساعدات الصوتية والبرمجيات وضبط حالات الاحتيال المالي واكتشاف الأدوية الجديدة وروبوتات الدردشة وتطبيقات المدن الذكية كأنظمة الملاحة وكاميرات السلامة، مشيراً إلى أن تطورات الذكاء الاصطناعي تسير بسرعة كبيرة وتشهد إنجازات كبيرة يومياً، ويتم حالياً إجراء أبحاث في «جامعة محمد بن زايد» لإيجاد حلول لأكثر القضايا العالمية الملحة مثل تغيّر المناخ.

وحذر الحجي، من تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض خبيثة من محتالين يقومون باستنساخ الأصوات وإنشاء مستندات واستخدام تكنولوجيا التزييف العميق لخداع الضحايا وسلبهم أموالهم، ما يؤكد ضرورة تعاون منظمات الأبحاث وشركات التكنولوجيا والهيئات التنظيمية ووكالات إنفاذ القانون لمنع الإضرار بالمجتمع، مشيراً إلى أن «الجامعة» تعمل على بحث يساعد على اكتشاف مقاطع الفيديو المعدة باستخدام تقنيات التزييف العميق لمكافحة الاحتيال والأخبار المزيفة.

من جهته، قال رئيس أمن المعلومات لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية لدى «بالو ألتو نتوركس»، حيدر باشا، إن «الرؤية الاستراتيجية للإمارات عامة ودبي خاصة، والاستثمارات الضخمة التي تضخها في الشركات الناشئة والبنى التحتية القوية تؤهلها لتصبح مركزاً رئيساً عالميا للذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن «الإمارات أعلنت عن مشاريع طموحة لنشر الذكاء الاصطناعي، كالنقل بالمركبات ذاتية القيادة والرعاية الصحية وتشييد بنى تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي، وتعمل الإمارات على وضع الأطر التنظيمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، وضمان الاستخدام الأخلاقي له وحماية خصوصية البيانات، وتعزيز الأمن الإلكتروني».

ولفت إلى أن الأعوام الماضية شهدت تصاعداً في وتيرة الهجمات الاحتيالية المعززة بالذكاء الاصطناعي، عبر إنشاء هويات مزيفة واستخدامه في حملات التصيد التي تبدو خلالها رسائل البريد الإلكتروني، وكأنها مرسلة من مصادر موثوقة وتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية أفراد آخرين، والوصول إلى معلومات حساسة وإعطاء الإذن بإجراء تحويلات مالية مشبوهة.

وحذر من أن «الذكاء الاصطناعي يشير إلى أننا سنشهد حقبة جديدة من الجرائم الإلكترونية التي تتطور بوتيرة سريعة للغاية»، مشيراً إلى طرق عدة يعمل من خلالها الذكاء الاصطناعي على تحسين مستويات الأمن الإلكتروني، عبر تعزيز قدرات كشف التهديدات والوقاية منها، ويمكن لمحللي الأمن الإلكتروني دعم اتخاذ إجراءات قبل وقوع حوادث اختراق.

قال الرئيس التنفيذي لشركة «مارش ماكلينان» في الإمارات وقطر وعُمان ومصر، أيمن الحوت، إن «الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من حياتنا اليومية بسرعة كبيرة، خصوصاً أن استخدامه أدى إلى فوائد كبيرة على مستوى الابتكار وتعزيز الكفاءة والربحية»، مضيفاً أن «دبي تُعدّ مركزاً لانطلاق الشركات الناشئة المختصة بالذكاء الاصطناعي».

وحذر من تزايد المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع تقدم تكنولوجيا استخدامه مثل الاستغلال والأنشطة الاحتيالية، مشيراً إلى أن المعلومات المضللة التي يتم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي تؤثر في مليارات الأشخاص حول العالم حالياً.

وأوضح أن «بعض التكتيكات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كمقاطع الفيديو المزيفة المتقدمة وانتحال الصوت والتصيد الاحتيالي، أصبحت أكثر تطوراً وتؤدي إلى أضرار عديدة، ما يؤكد أهمية تثقيف الشركات والأفراد حول المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، وتطبيق إجراءات أمنية قوية، ومراقبة التغيّرات التي تطرأ على مشهد التكنولوجيا باستمرار، وتعزيز مواجهة المخاطر وحماية الشركات والأفراد ضد التهديدات، عبر تعزيز التعاون بين الحكومات وقادة الصناعة والباحثين».

 

• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين
كن أول من يكتب تعليقًا على "دبي قاعدة انطلاق قوية للشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي"