تم تكليف الروبوت «آدم» باستكشاف العمل الداخلي للخميرة، وتوصل إلى وظائف «جينات» غير مسبوقة. أما الروبوت «إيف» فيدرس إمكانية إنتاج أدوية لعلاج الملاريا. في حين يمكن للروبوت «ألفا فولد» الذي ابتكرته «ديب مايند» التابعة لـ «غوغل» التنبؤ بالبنية الثلاثية الأبعاد للبروتينات بناءً على حمضها الأميني، 3 نماذج من الروبوتات المرشحة وغيرها لنيل جائزة نوبل في العلوم بحلول العام 2050.
وهذا ليس سيناريو لفيلم خيال علمي، بل هو ما كشفت عنه جامعة «تشالمرز» في السويد؛ مؤكدةً أن هناك 100 روبوت تعمل في مجال العلوم، وأن العالِم الياباني هيرواكي كيتانو أطلق ما سماه «نوبل تيرنينغ تشالنج» لإنشاء «عالم قائم على الذكاء الاصطناعي» قادر على إجراء أبحاث تستحق «عن جدارة» الفوز بجائزة نوبل بعد نحو ربع قرن من الآن.
صناعة وتطوير الروبوتات
هيرواكي كيتانو، وُلد سنة 1961 في طوكيو، وهو رئيس معهد بيولوجيا الأنظمة SBI ونائب الرئيس التنفيذي الأول والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في مجموعة سوني، والرئيس التنفيذي لشركة سوني للأبحاث، ومدير مجموعة «مختبر نمذجة أنظمة الأمراض» ومدير مركز RIKEN للطب التكاملي، وأستاذ في معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا، ويشتهر بتطوير بطولة كأس العالم للروبوتات المعروفة باسم Robocup.
لكن كيتانو ليس العالم الياباني الوحيد المتفوق في صناعة وتطوير الروبوتات، والذي يطمح إلى جعلها «بديلاً» عن الإنسان؛ فهناك اسم آخر يعد نجماً في هذا المجال؛ وهو «هيروشي إيشيجورو» مهندس روبوتات رائد وخبير في الذكاء الاصطناعي، وُلد بعد مواطنه كيتانو بسنتين، ويعمل أستاذاً بقسم ابتكار النظم في كلية الدراسات العليا للعلوم الهندسية بجامعة أوساكا. وهو منشئ androids الذي يصفه هو نفسه بأنه «يعيد تعريف علاقتنا بالتكنولوجيا، ويخلق إبداعات بشرية تمهد الطريق للمستقبل».
الإنسان والآلة
إيشيجورو - حسب وصفه هو شخصياً لما يقوم به من عمل - يحاول «طمس الخطوط الفاصلة بين الإنسان والآلة». استعانت به جامعة كاليفورنيا للتدريس وإجراء أبحاث في قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات فيها.
نُشر له أكثر من 300 ورقة بحثية ومقالة في مجال الروبوت والبنية التحتية للمعلومات الإدراكية والروبوتات التفاعلية، وطوّر عدداً من الروبوتات «أشباه الإنسان» مثل «إلفويد» و«روبوفي» و«تلينويد» و«ربلي» و«جيمينويد Geminoid».
والطريف أن الأخير الشبيه بهيروشي نفسه، يشاركه محاضراته التي يلقيها باللغتين الإنجليزية واليابانية بالجامعات والندوات والمناسبات المتعلقة بعمله، ويرافقه في ظهوره على خشبة المسرح وفي التلفزيون؛ ضارباً به المثل للمستقبل الذي يحلم به هيروشي – الأصل – من تفاعل و«تكامل» بين الإنسان والآلة.
70 مليون دولار
أما الروبوت الأشهر «الأكثر جمالاً وشبهاً للبشر في العالم» ضمن روبوتات هيروشي التفاعلية، فهو «إريكا» التي عملت سنة 2018 في وظيفة «قارئة أخبار» بالتلفزيون، وأدهشت العالم كله آنذاك، وبعد سنتين أخريين أي في سنة 2018 رُشحت لأن تكون «نجمة سينمائية».
وتم التعاقد معها على دخول مواقع التصوير في أمريكا؛ تمهيداً لبدء أول أفلامها الذي تم الاتفاق على أن تكون بطولته المطلقة من نصيبها، بعد نجاحها في اجتياز اختبار «الكاست» الذي تقدمت له في بلدها اليابان.
وتمثل دورها في شخصية فتاة خارقة معدلة وراثياً، عمرها 23 سنة، تهرب مع العلماء الذين أنشأوها، وتم بالفعل تصوير بعض المشاهد في اليابان، واختير اسم «بي B» اسماً مبدئياً للفيلم، ورُصدت له ميزانية قُدرت بـ 70 مليون دولار.
أفلام خيال علمي
في ذلك الوقت كان فيروس كورونا يضرب الأرض، وقيل إن ظهور إريكا في عالم السينما يشكل «قفزة نوعية» فقد بدت «حلاً سحرياً» لشركات الإنتاج، يجنّبها الاصطدام بـعقبة الإصابة بالفيروس في ظل تطبيق معظم دول العالم سياسة التباعد الاجتماعي، والأهم من ذلك حسب قولهم أن إريكا، بانتقالها من طوكيو إلى لوس أنجليس، تضمن لشركات الإنتاج تقديم أفلام خيال علمي يقبل عليها الجمهور وتحقيق إيرادات خيالية.
في ذلك الوقت تساءلت الصحف والمواقع الإلكترونية المهتمة بالشأن السينمائي، وحتى تلك المتخصصة في التكنولوجيا: هل لدى إريكا القدرة على محاكاة العواطف والمشاعر الإنسانية، وعلى التحكم في سرعة حركاتها؟...
وجاءت الإجابة على لسان مسؤولي الشركة التي اضطلعت بمهمة الإنتاج «لا داعي للقلق؛ لقد اجتهد مخترعها إيشيجورو في تعليمها كل ذلك لتكون جاهزة لبطولة الفيلم. كما نقلت مجلة «هوليوود ريبورتر» عن سام خوزي - المشرف على المؤثرات البصرية في الفيلم – قوله: لقد تم إنشاؤها من الصفر لتلعب الدور.
• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين