loader-img-2
loader-img-2
24 November 2024
- ٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ -

  1. الرئيسية
  2. أخبار
الإمارات تسجل 2- 0 على إيران في السياسة
الإمارات تسجل 2- 0 على إيران في السياسة
بمبادرة طيبة وخطوة مباركة هنأت كل من الإمارات وقطر، إيران، بمناسبة الذكري السنوية الـ 43 لـ"انتصار الثورة الإسلامية". اذ أنها ليست المرة الأولي التي تبدي بها الامارات نواياها الحسني تجاه ايران. إنما كان قد سبق لأبو ظبي أن هنأت طهران في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي استلم فيها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي سدة الحكم في البلاد . وبالحقيقة كانت من هنا البداية وهنا نقصد بداية الرسائل الواضحة التي توجهها الامارات لإيران أن تأمل أن تبدأ عهدا رئاسيا جديد مبني علي السلام وحسن علاقات الجوار والمنطقة. لربما ينبع ذلك من أي حس لأي دولة بأن عليها حماية مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة ولا يوجد دولة من دول الشرق تبدي التوجه للصدام العسكري علي اولوية التوجه للحوار السلمي والتوصل لنتائج ترضي الأطراف جميعا. وجميعنا يعلم أن الآونة الأخيرة اتسمت بعلاقات عداء كبيرة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسباب عديدة منها ما بدي واضح في التنافس نحو جدب الأنظار والاهتمام وتحقيق مكانة اقتصادية وسياسية كبري . ومنها أسباب خفية تتعلق بتشعبات طائفية ربما وتشعبات يعي الجميع أنها ستودي المنطقة العربية والخليجية بالذات إلي الهلاك والدمار. وهنا كانت الامارات في كل مرة تتولي مبادرات السلام وتسعي لتهدئة الأوضاع ما بين العالم الخليجي وطهران وقد نجحت نوعا ما بالوصول لائتلاف مقبول بين جميع الأطراف وقد بدي ذلك واضحا من خلال العديد من التصريحات الايرانية التي جاءت علي لسان عدد من الدبلوماسيين والتي أظهرت فيها إيران استعدادها للجلوس علي طاولة حوار مع السعودية. وهذا ما يوحي بحاجة طهران والرياض وأبو ظبي للسلام والذي لن ترسم خطواته الأولي إلا الحوار والنقاش والتوصل للحلول السلمية لبناء عالم عربي متكامل يتسم بعلاقاته الطيبة مع جميع دول العالم.
تركيا تعيد بناء علاقاتها مع الامارات
تركيا تعيد بناء علاقاتها مع الامارات
لقاء ثنائي أكثر من حميم ومراسم جميلة جمعت تركيا والامارات، وقد قدمت من خلالها الامارات رسالة واضحة بأن آن الأوان لكسر هذا الجمود والبرود والتوتر بين البلدين وعودة العلاقات الحميمية للطرفين. لاسيما أن الطرفان يمران بظروف استثنائية، توجه فيها الأنظار لسحب الورقة السياسية وضرب الاستقرار الاقتصادي منهما. ولكن كلا من الامارات وتركيا قادرتان علي تخطي هذه المحنة وإعادة إرساء الأمان في بلادهما كما كانت من قبل بالرغم من أن هذه الظروف لاتؤثر علي أبو ظبي وأنقرة فحس إنما هي موجة كبية بدون اتحاد القوي لن تسلم أي منها من التأثير السلبي.  فبرسالة جميلة اعتاد العالم أن  ينتظرها وأن يكون البرج الجميل في الامارات مرآة حال لسان السلطة هناك فقد عبرت الامارات عن كامل  ترحيبها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تزيين البرج باللون الأحمر لون العلم التركي  وإظهار عبارة " Hoşgeldiniz" والتي  تعني "أهلا وسهلا " باللغة العربية . الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد دولة الامارات كما في كل لقاء رئاسي يحاول إظهار الصفحة البيضاء للإمارات وكسر كل الجمود والتخطيط  لعلاقات مستديمة مبنية علي تطوير البنيي التحتية لكلا البلدين والاستفادة قدر المستطاع من حيث من المقرر خلال هذا اللقاء أن يتم توقيع 12 اتفاقية تشمل مجالات الاستثمار والدفاع والنقل والصحة والزراعة، وذلك ضمن زيارة رسمية يقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان إلي أبوظبي وتستمر ليومين. حيث تعد هذه الزيارة خطوة هامة علي طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين دولة الإمارات وتركيا، ونقلها إلي مستوي أكثر تقدما،و محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين و التي ترتكز علي المصالح المشتركة بينهما.
بوتين الرجل المعزول والغاضب
بوتين الرجل المعزول والغاضب
مع استمرار التصعيد الروسي حيال الأراضي الأوكرانية واستمرار الغزو الروسي في العمق الأوكراني وتكدس الخسائر الطائلة بالنسبة للطرفين يوماً بعد يوم . تحاول الولايات المتحدة تقدير التصرفات خلال هذه الحرب من قبل الطرفين، ولعل الهم الأمريكي في هذه الأثناء تقديم بعض التنازلات من الجانب الروسي لضمان الدخول في سكة مفاوضات تفضي لإنهاء الحرب. إلا أن الرئيس الروسي فلاديمر بوتن مصر وبشدة علي استمرار هذه العملية العسكرية كما يصفها الروس ويعتبرها تحدي كبير لروسيا وانتصاراتها وأنها ستقدم بوتن البطل المنتصر في العالم في هذه المعركة. مدير وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية وصف بوتن بعد ترقب طويل ومتابعة للوضع والتصريحات بأن بوتن أصبح رجل معزولاً وغاضباً حيال ما وصلت له الأمور من تعقيدات. وتصف CIA بوتن علي أنه غاضب علي كل المحيط أيضاً ويحاول مضاعفة جهوده لسحق الجيش الأوكراني غير آبه للخسائر البشرية والكوارث التي تولد علي طول الجغرافية المغزية. ويقدر الجانب الأمريكي أن بوتن اليوم يعاني اليوم عدم احترام الغرب له وكأنه يشعر أن هذه المعركة مصيرية وعليه ألا يخسرها وتقول واشنطن أن كل الانتصارات يمكن خسارتها مع الوقت. ولأن العنف يجر عنف متبادل في جميع الحروب في العالم ما كان لأوكرانيا إلا خيار واحد وهو الخيار الصعب طبعاً ولذلك اختارت أوكرانيا الاستمرار في المواجهة والمجابهة والدفاع عن سيادتها وهذا ما قاله الرئيس الأوكراني في أخر تصريح له حاسم كل الأمور وقال زيلينسكي "سنقاتل حتي النهاية، بحرًا وجوًا، سنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كلّف الأمر، في الغابات، في الحقول، علي الشواطئ، وفي الشوارع". لن تقف أوكرانيا مكتوفة الأيدي حيال الغزو الروسي والتهديدات الروسية ، أما الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل بكل جهدها وقوتها السياسية علي الحد من الخسائر لكلا الطرفين في هذه الحرب وتجنيب الأوكرانيين الآلاف من المآسي وستحرك كل الأطراف للضغط علي بوتن للجلوس علي طاولة حوار تحسم أمر هذا الحرب فكل دقيقة فيها تنهي حياة مدني بريء
خطأ لا يغتفر لروسيا
خطأ لا يغتفر لروسيا
تصرفات غير متزنة تقوم بها روسيا لإنجاح الحرب التي بدأتها ضد جارتها الأوكرانية بشتي الوسائل. فبعد الآمال التي بدأ العالم يبنيها حول الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جمعت ممثلين مفاوضين من الطرفين، بدأت روسيا العالم باللعب من تحت الطاولة. حيث ذكرت أحد الصحف أن روسيا تستغل نفوذها في سوريا في اقناع الشبان هناك للتجنيد لصالحها في حربها ضد أوكرانيا مقابل اغراءات كبيرة. وهذا ما يعتبر مؤشر خطراً لو حدث وينفي كل النوايا بالانسحاب روسيا كما توعدت سابقاً. حيث وظفت روسيا منسقين لهذا الأمر في سورية عبر عقود تنص علي التزام هؤلاء الشبان بحماية المنشآت الأوكرانية التي احتلتها روسيا مقابل 7000 ألاف دولار لكل شاب ولمدة لا تقل عن سبعة أشهر. كما اشترطت روسيا أن كل مقاتل منهم يمنع من الرجعة إلي بلاده خلال هذه المدة ولا علاقة للحكومة السورية بهذا العقد ولا تعويض يدفع لأهل المقاتل من أي جهة في حال تعرض للقتل. كما ذكرت الصحيفة أن العدد الذي أعلنت عن طلبه روسيا لا يقل عن 23 ألف شاب، كما وعدت روسيا الشبان بمساعدتهم في تأجيل خدمتهم الإلزامية عند انتهاء المهمة بعد سبعة أشهر. بالحقيقة ما يقدم للشاب السوري في هذه الظروف يعد فرصة كبيرة لكن إذا كانت الفرص عقلانية نوعاً ما ولا تعرض حياته للخطر، حيث أن الشباب السوري يعاني الكثير من الويلات بعد الحرب. وخصوصاً أن أغلب الشبان خاضوا تجربة مع الحرب مريرة ومهما كان ثمن العرض الروسي لن يقبل الشباب السوري بهذه المغريات علي حساب إعادة تلك المأساة. ناهيك عن أن التوجهات والظروف تختلف، إذ أن الأرض التي يقاتل عليها أرض الغير لا أرضه وإذا قتل فيها لن يحلم حتي بالرجعة محمولا علي الأكتاف. أما روسيا يجب عليها ألا تعيد خطأ أوكرانيا التي طلبت تجنيد الأجانب في حربها ضد روسيا، فالأمران في كفة واحدة. ما تملكه من ولاء وحب لأرضك يفرض عليك أن تدافع عنها بدمائك لا بدماء الغرباء، إلا أن حرب الوكالات بات أحد بروتكولات الحرب والدفاع في العالم، وتفتح له مكاتب للتوظيف .
ما أبعاد التهدئة الروسية – الأوكرانية؟
ما أبعاد التهدئة الروسية – الأوكرانية؟
بدأت الهدنة الأولي في الحرب الروسية الأوكرانية منذ ساعات وسط ترحيب دولي كبير، تتلخص في فتح ممرات إنسانية ووقف لإطلاق النار في عدة مناطق لسماح اجلاء المدنيين لمناطق مجاورة أكثر أماناً فيما يتواصل تدفق اللاجئين الأوكرانيين لحدود الدول المجاورة، وأهمها رومانيا. يجري هذا في سياق ترقب لإجراء جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية والتي نأمل أن تكون الأخيرة. دلالات كثيرة بدأت توحي لها روسيا وهي محط أمان واطمئنان للأوكرانيين فبداية هدنة بعد اثني عشر يوماً من القتال أي أن هناك رغبة روسية في إيقاف توسع بركة الدماء. كما وتوحي هذه الهدنة في هذا التوقيت لأن روسيا تبدي ليونة في التفاوض وسماع مطالب الطرف الأخر وتحقيق مصلحة الإثنين معاً. كما لهذه الهدنة مدلول أخر علي الصعيد الاقتصادي يتمحور في أن روسيا تعترف بشكل غير مباشر أنها مصدومة من حجم التجييش القوي ضدها في العالم أجمع. وخصوصاً أن روسيا تتحدث بشكل مكثف عبر وسائل اعلامها عن حجم العقوبات التي فرضت علي موسكو خلال الأيام الأولي من الحرب وفي البعد الاقتصادي تشير التحليلات السياسية إلي أن ميزانية روسية لا تحتمل أبداً الاستمرار في خوض مثل هكذا حرب. ولا بد من أن يقدم الرئيس الروسي بوتن عدد من التنازلات غير المباشرة، تمهيداً منه لإيصال رسالة منه يعبر فيها عن رغبته في التفاوض وانهاء هذا الصراع بشكل ُمرضٍ لكل الأطراف ، دون اعتراف بوتن بشكل مباشر أنه خسر الحرب بشكل خفي بعدما وجد نفسه مضطراً لتحمل فاتورة الحرب علي كاهله لوحده. حيث أن كل التقدم العسكري في العتاد والأسلحة لم يعطي بوتن شجاعة في الاستمرار أمام وقوف العالم بأكمله إلي جانب أوكرانيا والضغوطات الأمريكية لاقت صدي في السماء الروسية ، وهذا ما ستبينه المفاوضات القادمة بين الجانبين.
سيناريوهات متعددة لنهاية الحرب... وواحد منها الأكثر رغبة
سيناريوهات متعددة لنهاية الحرب... وواحد منها الأكثر رغبة
دخلت الحرب الروسية – الأوكرانية يومها الحادي عشر، في ظل تصعيد روسي غير مسبوق، وتعاطف دولي واسع الطيف مع أوكرانيا. العالم كله يوجه أنظاره تحو تلك البلاد التي بدأت بفقد بنيتها التحتية والجميع يقوم بإجراءات صارمة ضد روسيا كلٌ حسب دوره ومكانه، بهدف إيقاف الحرب والضغط علي الجانب الروسي بشتي الوسائل. كما يجهد المحللون السياسيون العرب والأجانب لرسم النهايات المتوقعة لهذه المأساة. وتدورالأفق نحو رغبة جامحة من العديد من الأطراف لاحتمال اسقاط حكم الرئيس الروسي فلاديمر بوتن . وقد بني هذا التوقع علي عدد من الدلالات أولها أن الجيش الروسي لا يرغب في التوغل في العمق الأوكراني أكثر لأنه علي يقين أن المزيد من الانصياع لأوامر بوتين سيوصل الوضع إلي نفق مظلم لا فائدة منه. وثانيها أن الأمور ممكن أن تتحول لانقلاب قريب علي بوتن يعطي الحق لخلف ليبرالي إصلاحي يطلب المغفرة عن خطايا بوتين وهذا ما سيكون أمرا رائعا بنظر الدول التي وقفت ضد استمرار الحرب وقطعت علاقاتها مع روسيا. وثالثها الغضب الشعبي الداخلي الذي بدأ يتصاعد شيئاً فشيء حيث لن يتحمل الشعب الروسي جملة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة علي روسيا والعالم أجمع، ربما يؤدي ذلك لانفجار شعبي يطالب بإسقاط حكم بوتن. كما يبقي الخوف الروسي الأكبر يدور حول تخلي أفراد الأوليغارشية الروسية عن ولائهم للسلطة وتأييديهم للرئيس بوتن بعد تجميد أصولهم أو مصادرتها في العالم. وهذه الفئة من الناس في روسيا تعرف بغناها الكبير الذي جمعته بسرعة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات وأثناء الخصخصة الجماعية في البلاد. و الأوليغارشية تتمتع بعلاقات قوية ومتجذرة مع السلطة الحاكمة ويعد كل منهما الآخر سند للآخر. فهل تتجه الأمور حول هذا الخيار الصعب في اسقاط حكم الرئيس بوتن أم سوف تذهب الأمور بعد كل هذه الاجتماعات المكثفة لتفاهمات سياسية وطاولة حوار شاملة؟ هذا ما ينتظره العالم أجمع والذي سيتضح خلال الأيام القادمة .
الإمارات قول وفعل في مساعدة أوكرانيا
الإمارات قول وفعل في مساعدة أوكرانيا
انطلاقاً من مبادرات السلام التي تقودها دولة الإمارات في العالم بشكل عام وفي الوطن العربي بشكل خاص. ومن المنطلق القيادي التي تتمتع فيه الامارات في العالم كدولة تسعي للسلام وكدولة تقود هذه المبادرات فقد قدمت أعلنت أبو ظبي عن تقديم مساعدات إغاثية للمدنيين المتضررين في أوكرانيا بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكي. وقد سبق هذه الخطوة اتصال هاتفي جري بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم دولة الامارات والرئيس الروسي بوتن بحث معه مجريات الأمور منذ الأيام الأولي للحرب والوضع المسيطر هناك. وقبل ساعات أجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالا هاتفياً مع الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي. وأكد فيه علي دعم بلاده لأي تحرك في سبيل التوصل لتسوية سلمية لأزمة في أوكرانيا. ولأن الامارات قول وفعل في مجال تحقيق السلام فكانت أول مبادرة هو تخفيف الإجراءات المعتادة التي يقوم بها أي قادم للإمارات، إلا القادمين من أوكرانيا فقد تطبق بحقهم تسهيلات معينة تمهيداً لوصولهم لأماكن مؤمنة في الإمارات. ورداً علي عدم اتخاذ الامارات موقفاً حاسماً حيال روسيا فيقول الباحث والكاتب السياسي، حميد الزعابي، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن "نهج دولة الإمارات واضح في علاقاتها مع الصراعات الدولية"، موضحا أنه "في الأزمة الروسية الأوكرانية، الأولوية هي للإنسان ومن ثم الدبلوماسية". ولكن الإمارات بالمقابل دعت، السبت، خلال اجتماع عقده مجلس الأمن، إلي خفض التصعيد بشكل فوري وإنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، لافتة إلي أن تلك "التطورات الخطيرة" تقوض الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. وهذا ما يدعي بالدبلوماسية حيث لحسابات معينة لا ترغب الامارات أن تفقد علاقاتها السياسية مع روسية، وهي علي يقين أن المفاوضات السياسية القادمة من شأنها أن تعالج الخلافات والصراع وتزيل الحواجز وبالحوار الشامل ستتواصل أطراف النزاع لحل سلمي شامل يضمن حقوق الجميع ويحقق العدالة.
أوكرانيا محط الأخذ بالثأر الأمريكي
أوكرانيا محط الأخذ بالثأر الأمريكي
في خضم ما تعيشه أوكرانيا من صراع دامي، بدأ يتصاعد ودائرة الدم تتوسع أكثر فأكثر، وبداية لتعقيد الأمور. تنقسم الآراء السياسية بين القادة منهم من يري بوتين محقاً في هذا الغزو ومنهم من يراه قد أخطأ في إقدامه علي خوض هذه العملية العسكرية. وقد أفصح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن موقفه حيال الغزو الروسي في أوكرانيا ونجح في تحويلة لساحة صراع سياسي مع خلفه الرئيس الأمريكي جو بايدن . إذ قال ترامب في تصريح له السبت الماضي أن "المشكلة ليست أن بوتين ذكي، لأنه بالطبع ذكي"، مضيفا "المشكلة الحقيقية هي أن قادتنا أغبياء جدا"، معتبرا أن "ضعف" خلفه الرئيس الديمقراطي جو بايدن هو السبب في الغزو الروسي لأوكرانيا. بينما خرج بايدن قبل ساعات في خطاب أمام الكونغرس، والذي ألقاه بحضور سفيرة أوكرانيا لدي الولايات المتحدة والذي وصف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ديكتاتور". بايدن أراد الإشارة لحالة العزلة التي بات يعيشها الرئيس الروسي بوتين، وأراد أن يجدد استعداده لفرض العقوبات بهدف إيقاف الغزو وإعادة الأمان للأوكرانيين. وخصوصا أن الوضع بات معقداً في ظل سقوط ضحايا من الجانبين وقتلي وأسري، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة حيث قال بايدن ما يقوم به "ديكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كل أنحاء العالم" فيما استغل ترامب كعادته الظروف والأحوال ليس حباً في بوتين إنما ليطعن بإدارة خلفه بايدن، وقال "كما يفهم الجميع، لم تكن هذه الكارثة المروعة لتحدث أبدا لو لم يتم تزوير انتخاباتنا". للأسف أن كل الأطراف حتي اليوم تتعامل مع الحرب الأوكرانية كلّاً حسب مصالحه السياسية وأهوائه الشخصية ولا أحد منهم يبدي الإنسانية ومصلحة الشعب الأوكراني فوق الجميع وهذه لعنة الحرب دائما أننا نعيش في ظل صراعات كبيرة ينسي منها الأبرياء دوماً.
أوكرانيا ليست العراق آو آفغانستان
أوكرانيا ليست العراق آو آفغانستان
بهذه العنصرية المقيتة يتعامل بعض الغرب مع الأزمة في أوكرانيا، هذا ليس تعليقا عادياً صادفناه علي مواقع التواصل الاجتماعي او ما شابه، إنما هو تعليق يظهر من إعلاميين من المفترض أن يكونوا مثقفين، ويعملون بقنوات وصحف أجنبية. التعليق لم يمر مرور الكرام أبداً ولم تمر مقارنات إعلاميين وسياسيين بين الشرق الأوسط الذي اعتاد علي النزاعات، والحرب في أوكرانيا "المتحضّرة"، أيضا مروراً سالم، عند معلّقين عرب علي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا فيها مقاربة "عنصرية"، علي غرار تعليق مراسل قال إن أوكرانيا "ليست العراق أو أفغانستان". وقد ذكرت مواقع عالمية أن العنصرية تستخدم بشكل مكثف في القنوات الفرنسية والأمريكية والصحف البريطانية. وللأسف أننا نواجه أزمة فكرية هنا لم يقو الإعلام حتي اليوم علي تجاوزها والسمو بإنسانيته فوق أي تصنيف. فنحن نتحدث عن معاناة إنسانية لا يختلف فيها العنف والمعاناة كلاهما سيف ذو حد واحد. ومن ناحية أخري يجب تسليط الضوء علي دول تعاملت بكامل إنسانيتها مع الأزمة الأوكرانية بينما لم يحمل قلبها رأفةً او شفقة في بقية الأزمات ز ولنذكر مثال: تدفق عشرات آلاف اللاجئين الأوكرانيين إلي الحدود البولندية واستقبلوا برحابة صدر. لكن حينما يقف سوريون وعراقيون وأفغان عند تلك الحدود، يصف الأوروبيون الأمر بأنه "أزمة مهاجرين". ويتعرض أولئك الضعفاء لتصرفات لا أخلاقية أيضا من قبل الشرطة علي هذه الحدود، ويتم ارسالهم بعد التحقيقات إلي بلاد مجاورة. هذه الهفوات الإعلامية التعامل العنصري يزيد الحال سوءً فالأوكرانيين اليوم بحاجة لتضامن عالمي كبير ومساعدات كبيرة سواء أكان الدعم مقدم عبر الكلمة في وسائل الإعلام أو عبر تقديم المساعدة الملموسة. وفي الختام جميعنا بشر وجميعنا يحلم في وطن يعم فيه الخير والسلام والأمان، فلنمد جميعنا أيدينا للسلام ونتعالي عن العنصرية والتصنيفات الزائفة ونتعامل بإنسانيتنا.
ماذا لو ربح الدب الروسي معركته في أوكرانيا؟
ماذا لو ربح الدب الروسي معركته في أوكرانيا؟
بأقل من أسبوع بدأ حال النصف الأخر من الكرة الأرضية بالتغير والتبدل علي كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولعله محاولة روسية جديدة لتولي عرش القيادة العالمية عبر الغزو والتوغل. تحليلات كثيرة عقبت الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالرغم من ل هذا التضامن الكبير والعالمي مع أوكرانيا إلا ان الدب الروسي لا يتراجع ولا يهدأ. أكثر التحليلات التي أثارت الدهشة كتبها الصحفي روبرت كاغان بصحيفة “واشنطن بوست” صباح اليوم. والتي تؤول إلي أن العالم قبل الغزو الروسي لأوكراني ليس كما قبله، حيث يرشح روبرت حصول تغيرات جيوسياسية واسعة في أوروبا وفي أهداف حلف الناتو والنظام العالمي القائم وبداية حقبة تسيطر فيها الصين علي تايوان وجنوب شرق آسيا وخلق 3 كتل في العالم (أميركية، وروسية، وصينية)، وأن تعم الفوضي والصراع العالميين؛ حيث تتكيف كل منطقة في العالم بشكل متزعزع مع التكوين الجديد للقوة. وبالتأكيد هذه التغيرات لو حصلت سيتأثر النظام العالمي الاقتصادي جداً لكن التأثر بالتأكيد سلبي وليس إيجابي بالمجمل. إنما سيكون إيجابياً بالنسبة لروسيا وحلفائها الذين سيسيطرون بطبيعة الحال علي الثروات الأوكرانية والاستفادة منها بشكل تلقائي. اذ تتوافق العديد من التحليلات أن روسيا كانت عاجزةً سابقاً من منافسة أمريكا علي الصعيد الإنتاجي والنفطي والثروات الباطنية وما شاببها، وأن أغلب اقتصادها مبني علي التقدم التقني بصناعة السلاح وتصديره. ولعل هذه الحرب قد فتحت سوقاً جديداً لبيع الأسلحة قبل وبالإجمال إن روسيا لم تشهد وهجاً سياسي كهذا منذ عام 1991 أي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي المكون كان من 15 دولة مستقلة في جمهوريات السلاف وهي (بيلاروس - روسيا - أوكرانيا) جمهوريات البلطيق وهي ( إستونيا- لاتفيا- ليتوانيا) جمهوريات الأتراك وهي ( كازاخستان- قيرغيزستان – تركمانستان -أوزبكستان- أذربيجان) جمهوريات القوقاز وهي (أرمينيا- أذربيجان- جورجيا) جمهوريات أخري كـ مولدوفا (رومانية) طاجيكستان لربما المساعي الروسية تصيب أهدافها ولربما تفشل إلا أننا نذكر دائماً أن الأمجاد التي تبني علي دماء الأبرياء لا تستحق أن تحمل اسم مجد بل هي أفعال شنيعة لتحقيق مكاسب سياسية فقط .