أدت التكاليف الباهظة للنقل والمواصلات والسلع الغذائية في دبي إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في السنوات الست الماضية
فارتفاع تكاليف النقل والترفيه والأطعمة والمشروبات هي من بين العوامل التي أدت إلى زيادة معدل التضخم في دبي بشكل غير مسبوق في آخر ست سنوات.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء في تقرير لها، أن الأسعار في إمارة دبي ترتفع بسرعة كبيرة وهي تقترب من مستوى التضخم في أوروبا، وأكدت أن هذا يدل على أن دول الخليج ليست مُستبعدة عن موجة التضخم العالمية.
وأضافت "بلومبرغ": كان التضخم في دبي سلبياً على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكنه وصل في يوليو الماضي إلى 7.1 % سنوياً، والذي يعتبر أسرع نمو تضخم منذ عام 2016 في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب مركز دبي للإحصاء، فإن ارتفاع تكاليف النقل والترفيه والمأكولات والمشروبات كانت من بين أكبر العوامل التي أدت إلى هذه الزيادة في معدل التضخم في الإمارات.
وكتبت "بلومبرغ": كان معدل التضخم في دبي سلبياً حتى أكتوبر الماضي، لكنه تحول بعد ذلك إلى إيجابي، مما يعني أن منطقة الخليج الغنية بالنفط لا يمكن أن تكون محصنة من موجة التضخم التي أثرت على جزء كبير من العالم.
ووفقاً لهذا التقرير، أجبرت موجة التضخم العالمي عدداً من دول الخليج العربي من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، على دعم المواطنين ذوي الدخل المنخفض وتخزين السلع الأساسية.
كما أدت الزيادة العالمية في أسعار السلع إلى إجبار الشركات العاملة في دبي على فرض زيادات في الأسعار على المستهلكين.
وارتفع سعر الوقود في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 80٪ منذ بداية العام، والذي يتم تعديله بناءً على سعر السوق. كما دفع ارتفاع تكاليف الطاقة في الإمارات وخاصة الكهرباء، المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل مثل هذه التكاليف الباهظة إلى ترك سياراتهم في الشوارع لتستخدمها الحكومة أو أي شخص آخر.
كما أن ارتفاع تكلفة الطاقة والوقود في دولة الإمارات دفع المواطنين الإماراتيين إلى استخدام المواصلات العامة، مما تسبب في اكتظاظ محطات ومواقف الحافلات في مناخ الإمارات الحار والرطب.
وعلى الرغم من فرض الإمارات قيوداً على زيادة أسعار المواد الأساسية، إلا أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات تستمر في الارتفاع بلا هوادة. حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات في دبي بنسبة 8.8 % على أساس سنوي في يوليو، وارتفعت أسعار المساكن بنسبة 0.9 %.
وأدت الزيادة المستمرة في معدل التضخم في الإمارات إلى قيام المتاجر باستخدام استراتيجيات مختلفة من أجل الحفاظ على عملائها، لأن نتائج المقارنة التي أجراها خبيرو متاجر المواد الغذائية الكبيرة في الإمارات تشير إلى ارتفاع الأسعار بمعدل بين 15 و 25 % خلال الأشهر الستة الماضية، على سبيل المثال ارتفع متوسط سعر اللحوم في الإمارات إلى أكثر من 30 درهماً للكيلوغرام الواحد، بينما كان سعر اللحوم سابقاً حوالي 25 درهماً.
كما ارتفع سعر الدجاج إلى 16 درهماً وزاد سعر البيض إلى 19 درهماً. من ناحية أخرى ارتفع سعر منتجات الألبان والجبن بمقدار درهم واحد حسب أنواعها.
وتسببت الحرب في أوكرانيا في زيادة حادة في أسعار الطاقة والغذاء حول العالم وارتفاع معدلات التضخم في العديد من دول العالم، الأمر الذي وضع نمو الاقتصاد العالمي تحت تهديد خطير. وكما يوضح هذا التقرير، فإن الإمارات العربية المتحدة ليست بعيدة عن تداعيات هذه الحرب.