لحق الزوجان مايك وزارا تيندال، صيحة الأهالي الذكية المتمثلة بتتبع أطفالهم باستخدام منتج شركة "آبل" المعروفة بـ "إيرتاغ" AirTag، والبالغ سعره 35 جنيهاً إسترلينياً (45 دولاراً).
يظهر منتج "إيرتاغ"، الفضي اللون ذا مقاس 32 مم، معلقاً بسلسلة مفاتيح مربوطة بحزام سروال ابنتهما ميا البالغة (10 سنوات)، في فيديو يصورها خلال عطلة نهاية الأسبوع في مضمار سباق الخيول في بورغلي في لينكولنشير.
أثار هذا الموضوع جدلاً في دوائر الأهالي: هل يجب استخدام "إيرتاغ" أم لا؟ هل هو أمر صادم؟ هل يعتبر نوعاً من المراقبة؟ تصرفاً مبالغاً فيه؟ تقول زارا: "يمكنك أن تقول عني مهووسة، ولكن بالطبع سأستخدم إيرتاغ لتتبع أطفالي - كيف يمكنني المحافظة على سلامتهم بطريقة أخرى؟".
"تغير هذا العصر كثيراً، ولم يعد بإمكان الأطفال الاستمتاع باللعب في الخارج بعيداً عن تطفل عيون الكبار. وعلى رغم أنني كنت أنظر بازدراء إلى الأهل الذين يستخدمون تطبيقات مشاركة الموقع المباشر مثل لايف 360" Life360 للتجسس على أولادهم المراهقين، فإنّ الحقيقة هي أنني سأستخدم إيرتاغ لتتبع أطفالي إلى أن يبلغوا سن الـ18"، وفق زارا.
وتتابع: "بصفتي أماً، فإنني أقرب إلى كوني أماً متساهلة من كوني أماً متطفلة ومفرطة في جميع المجالات الأخرى ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بخروج الأطفال إلى الأماكن المزدحمة". وتردف: "لو ابتعدت ابنتاي (لولا، ثمان سنوات، وليبرتي، ست سنوات) أكثر من بضع أمتار عني في سوبر ماركت مزدحم، فإنني أدخل في حال من الذعر الشديد. دوماً تسيطر عليّ فكرة أنّ إحداهما "قد ضاعت إلى الأبد"، حتى لو أضعتها لبضع ثوانٍ فقط.
وتوضح أيضاً: "لهذا السبب اشتريت مجموعة من أربع قطع إيرتاغ مقابل 119 جنيهاً إسترلينياً (160 دولاراً)، إلى جانب بعض حلقات المفاتيح باللون الزهري الفاتح والأزرق ولون التوت البري والأخضر - واحدة لكل ابنة، وواحدة احتياطية للكلب".
"عندما يذهب أطفالي في رحلات مدرسية إلى متحف العلوم أو إلى حدائق كيو Kew Gardens، لم أعد أخشى أن يضيعوا في مترو الأنفاق، أو أن يتم تركهم في محطة الحافلات. عندما يختفي أطفالي حين أذهب لإحضارهم من مواعيد اللعب مع أصدقائهم"، أقول: "مرحباً سيري (المساعد الشخصي الذكي بأجهزة أبل)، "اعثر على لولا". و"إذا كانوا يختبئون في مكان قريب - تحت السرير أو في خزانة الملابس في الغرفة المجاورة - فما عليّ سوى اتباع الصوت لأجدهم".
تمّ إطلاق "إيرتاغ" عام 2021 وتمّ تصميمه للمساعدة في العثور على أشياء مثل الهواتف والمفاتيح والحقائب والحيوانات، لكّن الأهالي يستخدمونه بصورة متزايدة لتتبع أطفالهم الأصغر من أن يمتلكوا هواتف محمولة.
هل هذا يعني تعويد الأطفال الشعور بعدم الأمان في العالم وانتهاك خصوصيتهم؟.. "يشعر أطفالي بالأمان عندما يعلمون أنني أراقبهم عن كثب، وأنهم ليسوا في سن يسمح لهم بالخروج من دون إشراف الكبار"، وفق زارا، و"الحقيقة هي أنني أفضّل أن أكون حذرة على أن أكون نادمة".