تستفيد شركات تصنيع سيارات عدة على غرار «بورشه» و«ميني كوبر» و«لامبورغيني» من النجاح الذي تحظى به الدراجات الكهربائية، كي توسّع قاعدة زبائنها وتربط اسمها بالمركبات الصديقة للبيئة.
وتوفر «بورشه»، وهي الماركة الأكثر طموحاً في المجال، دراجات يتخطى سعرها ثمانية آلاف يورو، فيما تستعد للدخول في منافسة شرسة في المجال، إذ استثمرت في ماركة «غرايب» الكرواتية للدراجات الكهربائية، واستحوذت عام 2022 على شركة «فازوا» الألمانية المصنعة للمحركات الكهربائية.
وستطوّر «بورشه إي بايك برفورمنس» أحدث المحركات والبطاريات الكهربائية والبرامج الحاسوبية الخاصة بالدراجات، وتسوّقها، إضافة إلى إطلاق طُرُز جديدة من الدراجات الكهربائية بحلول عام 2025.
وتشير الماركة الرياضية التي تطمح إلى أن تستحوذ السيارات الكهربائية على 80 % من إجمالي مبيعاتها عام 2030 إلى أنها «رائدة في مجال التنقل المستدام»، على ما يقول ناطق باسمها لوكالة فرانس برس.
من جانبها، دخلت ماركة «ميني كوبر» مجال الدراجات الكهربائية، مع الإعلان الأخير لشركة «أنغيل» الناشئة للدراجات الذكية بأنها ستصمّم وتصنّع في فرنسا طرازاً من الدراجات الكهربائية للشركة البريطانية.
وتسعى «ميني كوبر»، التي أعادت شركة «بي إم دبليو» إنعاشها عام 2000، إلى تعزيز هويتها المُدنية والكهربائية، فيما تطمح لأن تكون مبيعاتها بحلول عام 2023 متأتية بصورة كاملة من سيارات تعمل بالبطاريات.
ويشير معهد «كزيرفي» للأبحاث، في تقرير، إلى أنه مع التوجه نحو المركبات كهربائية، «كان لنجاح سوق الدراجات الفضل في استقطاب مزيد من اللاعبين الجدد المتخصصين في مجالات أخرى».
ويؤكد مؤسس «أنغيل» رجل الأعمال الفرنسي مارك سيمونسيني أن إطلاق الشركة الناشئة المتخصصة في تصنيع دراجات ذكية (تُباع الواحدة منها بنحو 3 آلاف يورو)، أثّر بصورة كبيرة على السيارات التي تتسع لشخص واحد والمركبات ذات المحركات الحرارية، على غرار منافستها «فان موف».
ويقول سيمونسيني: «منذ أن باتت السيارات كهربائية ولا تتسم بشكل كبير بطابع الفردية، اعتبرنا أننا قد فزنا بالرهان»، مضيفاً أن «ميني كوبر» تُعدّ سيارة مُدنية بامتياز، فخبرتنا تتمحور على هذا الجانب».
ويشير المصمم جان-لوي غريشان، وهو أمين معرض «بيسيكليت، فير دي فيلو» المُقام في سان-غتيان الفرنسية والمستمر حتى مطلع مايو، إلى وجود رابط وثيق بين الدراجات والسيارات يعود إلى تاريخ الثورة الصناعية.
لكن بعد الحرب العالمية الثانية، استُبدلت بالدراجة الهوائية التي كانت «أكثر أداة تستخدم للتنقل الفردي» السيارة، واقتُصر استخدام الدراجات على «ممارسة الرياضة والتجوّل السياحي»، بحسب غريشان.
إلا أن الشركات المصنّعة للسيارات لم تغادر المجال، بل حققت نجاحات وأنتجت مركبات من النوعين.
وتنافست شركتا «بيجو» التي كانت الرقم الأول عالمياً في تصنيع الدراجات الهوائية، و«رينو» التي كانت تستحوذ سابقاً على «سيكل جيتان»، في دورة فرنسا للدراجات الهوائية في أواخر سبعينيات القرن العشرين.
ولا تزال «بيجو» توفّر طرازاً من الدراجات الهوائية، لكن جهة شريكة لها تتولى تجميع هذه المركبات. واقترحت كل من «أودي» و«هوندا» نماذج ثورية من الدراجات، إلا أنها لم تُسوَّق.
وأطلقت شركات كثيرة أخرى دراجاتها الهوائية، أو مركبات «سكوتر» في المرحلة الأخيرة، من أمثال «لامبورغيني» و«بوغاتي».
ونجحت «رينو» نهاية عام 2022 في تسويق دراجات سباق تدخل ألياف الكربون في صناعتها (بسعر 9 آلاف يورو)، ومن تصميم شركة «لا بيار»، بهدف الترويج لماركتها الرياضية «ألبين». ومن المرتقب إطلاق نموذج يعمل على الطرقات الوعرة في الصيف المقبل.
ويقول آدم ترانتر، وهو مدير وكالة التسويق البريطانية «فيوجن ميديا» المتخصصة في الدراجات الهوائية: «إن ماركات كثيرة أطلقت دراجات لها، لكن بإصدارات محدودة لعرض هذه المركبات إلى جانب سياراتها في صالات العرض، إلا أننا بدأنا حالياً نشهد مبادرات أكثر جدية»، مضيفاً: «بدأ الجميع يدركون أن السيارات ليست مناسبة للمدن، وحتى المسؤولون في مجموعتي «فورد» و«فولكسفاغن» يطالبون بطرقات ومساحات أكثر للدراجات الهوائية والمُشاة».
وتظهر «تويوتا» اقتناعاً بما سبق، إذ تعتزم شركة السيارات الأولى عالمياً تصنيع دراجات شحن من تصميم شركة «دوز سيكل»، ترمي إلى نقل الأطفال والأغراض على السواء.
وطورت «فولكسفاغن» دراجة شحن خاصة بها، إلا أن مشاكل الإمدادات المرتبطة بالقطع والتضخم الحاصل في أسعار المواد الأولية شكّلا سبباً لتنفيذ هذا المشروع الطموح محلياً.
وخلف الشركات المصنعة، تراهن شركات السيارات الكبرى على الدراجة الكهربائية، إذ ابتكرت شركات تصنيع المعدات من أمثال «بوش» و«ماله» و«فاليو» محركات وقطعاً أخرى، كما عرضت أربع شركات مورّدة من منطقة سافوا دراجة «كوكوت» المستقبلية التي لا تحوي سلاسل، ومزودة بعلبة سرعات أوتوماتيكية.