أعلنت وزارة الدفاع التركية يوم الأحد، عن شن غارات جوية على مناطق شمال سورية والعراق، مستهدفة جماعات كردية تعتبرها أنقرة مسؤولة عن الهجوم الذي شهدته إسطنبول الأسبوع الماضي، بينما أعلن الجيش السوري سقوط قتلى في صفوفه جراء الضربات التركية.
وصرحت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن طائراتها الحربية قد هاجمت قواعد تابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور، ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، وأرفقت صوراً لمقاتلات من طراز "إف-16"، وطائرات مسيرة تنفذ ضربات، وأكدت أن 89 هدفاً، بما في ذلك ملاجئ ومستودعات ذخيرة، دمرت في ضربات جوية على قواعد للمسلحين الأكراد في شمال العراق وشمال سورية.
وقال أيضاً إن الضربات استهدفت كلاً من قنديل وأسوس وهاكورك في العراق وكوباني وتل رفعت والجزيرة وديرك في شمال سورية، موضحة أن "من يسمون بقادة التنظيم الإرهابي كانوا من بين الذين تم تحييدهم".
واستشهدت الوزارة بحق تركيا في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في إطلاق عملية سمتها "المخلب السيف"، وقالت إنها تستهدف مناطق «يستخدمها الإرهابيون كقاعدة لشن هجمات على تراكيا».
وأشارت تركيا إلى أنها تسعى إلى منع شن هجمات ضدها، وتأمين حدودها الجنوبية، وتدمير الإرهاب من مصدره. وجاءت الضربات الجوية بعد انفجار قنبلة في شارع مكتظ في قلب إسطنبول في 13 نوفمبر الجاري، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين، واتهمت السلطات التركية «حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية» بالوقوف وراء الهجوم، لكن الجماعتين نفت أي دور لهما في التفجير.
وبعد الضربات الجوية، نشرت وزارة الدفاع التركية صورة لطائرة مقاتلة من طراز "إف-16" وكتبت تحتها عبارة "وقت الرد! الأوغاد سيحاسبون على هجماتهم الغادرة». وأفادت وكالة أنباء «دوغان" (دي.إتش.إيه) التركية الخاصة بأن طائرات "إف-16" أقلعت من مهابط في مدينتي ملطية وديار بكر جنوب تركيا، بينما انطلقت طائرات مسيرة من مدينة بطمان. وأشرف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على الضربات الجوية من مركز عمليات، وهنأ الطيارين والجنود العاملين على الأرض، وقال في مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع التركية: "هدفنا ضمان أمن 85 مليون مواطن، وتأمين حدودنا، والرد على أي هجوم غادر على بلدنا".
كما استهدفت الغارات الجوية كوباني (عين العرب)، وهي بلدة سورية استراتيجية ذات أغلبية كردية تقع بالقرب من الحدود التركية، وذكر المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد)، فرهاد شامي، في تغريدة على "تويتر" أن قريتين مكتظتين بالنازحين تعرضتا للقصف التركي، وأسفرت الضربات عن سقوط قتلى وجرحى.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية سقوط قتلى في صفوف الجيش السوري جراء الضربات التركية التي استهدفت فجراً مناطق حدودية في شمال وشمال شرق البلاد، وقال مصدر عسكري سوري إن عدداً من العسكريين قتلوا نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة.
وأفادت قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد، في بيان، إن المقاتلات التركية قصفت مناطق عدة تسيطر عليها في شمال سورية، وإنها سترد في الوقت والمكان المناسبين، وفي السياق نفسه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 31 شخصاً قتلوا بسبب الضربات الجوية التركية على مواقع كردية في شمال شرق سورية.
وفي العراق، لم تسفر الضربات التركية عن سقوط قتلى مدنيين، وفق ما أفاد مسؤول في كردستان العراق، موضحاً أن القصف طال ثماني مناطق على الأقل تتواجد فيها مواقع لحزب العمال الكردستاني في سنجار وجبال قنديل، حيث تقع أكبر قواعد حزب العمال، فضلاً عن رواندوز وأسوس وسوران ورانية وقلدز وبرادوست.