تقع قرية الفاو الأثرية على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من محافظة وادي الدواسر، ونحو 700 كم جنوب غربي مدينة الرياض.
وتقع المدينة القديمة عند ممر عبر جبال الطويق حيث تتقاطع مع وادي الدواسر، وتطل على الحدود الشمالية الغربية لصحراء الربع الخالي.
والقرية عبارة عن فجوة في الجبل تسمى الفاو تقع على طريق التجارة القديم الذي كان يعرف بطريق نجران الجرفاء، الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية بشمالها الشرقي، لذا كانت محطة تجارية لاستراحة القوافل.
وكانت تبدأ القوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران، ومنها إلى قرية الفاو، ومنها إلى الأفلاج فاليمامة، ثم تتجه شرقا إلى الخليج وشمالا إلى وادي الرافدين وبلاد الشام.
وتعرف قرية الفاو في العصور الغابرة باسم "ذات كهل" تيمّنا بأكبر الآلهة التي كان أهل المنطقة يعبدونها آنذاك، وكان ملكها "ربيعة آل ثور"، واتخذها ملوك كندة العربية عاصمة لملكهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الرابع للميلاد (8 قرون) قبل أن يغادروها ويتخذوا من شمال الجزيرة العربية مركزا لحكمهم.
والفاو مشهورة بين اللغويين لكونها موقع الشهادة الأولى والوحيدة للغة العربية القديمة، فالنقش بالخط السبئي يعود إلى القرن الأول الميلادي.
ويكشف موقع الفاو الأثري عن معالم مختلفة مثل المنازل السكنية والأسواق والطرق والمقابر والمعابد وآبار المياه، كما يظهر في شرق المدينة جبل كبير به كهوف ونقوش صخرية كبيرة.
أما في السوق فيظهر تآكل كبير للجدران التي دفنت تقريبًا، لكن لا يزال من الممكن رؤية بقايا تخزين الحبوب وأفران الخبز.
وعُثر على عدد من التماثيل البرونزية والنماذج في الموقع، كما يحتوي على مقبرة بها شواهد قبور منحوتة بخط المسند الجنوبي.
ويوجد به أيضاً عدد كبير من التلال الأثرية المنتشرة على سطحه في كل من السكن والسوق التجارية والمعبد.
ومن أبرز معالم المدينة ضريح الملك معاوية المبني على شكل هرم مدرج صغير، وأضرحة النبلاء وعلية القوم.
كما عُرض عدد من الآثار التي عُثر عليها في المواقع في معرض "روائع الآثار السعودية عبر العصور" في الولايات المتحدة الأميركية.