أجرى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي اتصالاً هاتفياً مع معالي "بيلاوال بوتو زردار" وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة. حيث أكد سموه خلال الاتصال الهاتفي وقوف و تضامن دولة الإمارات مع باكستان في مواجهة تداعيات الفيضانات والسيول التي تشهدها عدة أقاليم باكستانية معبراً عن خالص تعازيه و صادق مواساته في ضحايا هذه الظروف المناخية الصعبة و تمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين. وشدد سموه على عمق علاقات الصداقة الإماراتية الباكستانية سائلاً الله عز وجل أن يحفظ باكستان و شعبها و أن ينعم عليها بالاستقرار والازدهار والرخاء.

ارتفع عدد القتلى جراء الفيضانات الكارثية في باكستان باطراد في الوقت الذي تكافح فيه الدولة التي تعاني من ضائقة مالية لإنقاذ ورعاية ملايين الأشخاص النازحين بسبب ارتفاع منسوب المياه. وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأن 1162 شخصاً، بينهم 384 طفلاً و231 امرأة، لقوا مصرعهم بسبب الفيضانات منذ منتصف يونيو . ومن المتوقع أن تزداد الأعداد في الأيام المقبلة. كما تضرر أكثر من 33 مليون شخص في نحو 116 من أصل 160 منطقة إدارية في باكستان من الفيضانات، مع إعلان 72 منطقة منكوبة على الأقل. ويعيش مئات الآلاف من الأشخاص حالياً بدون غذاء ومياه نظيفة ومأوى وأدوية أساسية. وغمرت الفيضانات أكثر من مليوني فدان من الأراضي الزراعية، ودمرت محاصيل القطن والأرز والتمور والطماطم والفلفل الحار وغيرها من الخضروات. كما أصدرت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، نداءاً عاجلاً لتقديم 160 مليون دولار كمساعدات طارئة لباكستان. وقال الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" الذي من المقرر أن يزور باكستان الأسبوع المقبل في رسالة عبر الفيديو لدى إطلاق النداء إن "باكستان غارقة في المعاناة". وفي غضون ذلك، حث رئيس الوزراء شهباز شريف العالم المتقدم على عدم ترك دول مثل باكستان، المسؤولة عن أقل من 1% من انبعاثات الكربون في العالم، تحت رحمة تغير المناخ.

أعلن الصندوق والحكومة الباكستانية يوم الاثنين أن مجلس مديري صندوق النقد الدولي وافق على المراجعة السابعة والثامنة لبرنامج الدعم المالي الباكستاني، والذي يسمح بصرف أكثر من 1.1 مليار دولار. كما وافق صندوق النقد على تمديد البرنامج لعام إضافي وزيادة إجمالي التمويل بمقدار 720 مليون من حقوق السحب الخاصة، أو ما يقارب 940 مليون دولار بحسب سعر الصرف الحالي. وستقدم الأموال شريان حياة للبلد الواقع في جنوب آسيا الذي يعاني فيضانات مدمرة أوقعت خسائر لا تقل قيمتها عن 10 مليارات دولار، بحسب وزير التخطيط الباكستاني. وقالت "أنطوانيت سايح" نائبة المديرة التنفيذية لصندوق النقد في بيان: "إن التقيد بالزيادات المقررة في ضرائب الوقود ورسوم الطاقة "أساسي" بينما يواجه اقتصاد باكستان عوامل خارجية معاكسة تشمل تداعيات الحرب في أوكرانيا، وتحديات محلية من بينها سياسات تيسيرية نتج عنها "نمو غير متكافئ وغير متوازن." وانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي لدى باكستان إلى مستويات تكفي لتغطية سبعة أشهر فقط من الواردات ويصارع اقتصادها عجزا كبيرا في ميزان المعاملات الجارية وتضخما مرتفعا. كما جاء إعلان صندوق النقد عن الموافقة وحجم الأموال التي سيجري صرفها بعد ساعات من كشف وزير المالية الباكستاني مفتاح إسماعيل الأنباء عبر تويتر. وبرنامج تسهيل الصندوق الممتد كانت مدته في البداية 36 شهراً وقيمته 6 مليارات دولار وقت الموافقة عليه في 2019. وتعثر منذ وقت سابق هذا العام بينما سعت إسلام أباد جاهدة لتلبية أهداف حددها صندوق النقد. وقال إسماعيل: "إن مساعي الحكومة لإعادة البرنامج إلى مساره عبر إجراءات اقتصادية تصحيحية مؤلمة أنقذت باكستان من التخلف عن سداد ديونها." ويجب أن تفتح موافقة مجلس مديري صندوق النقد سبلاً أخرى للتمويل متعدد الأطراف والثنائي لباكستان.

قال وزير المالية الباكستاني مفتاح إسماعيل ، الإثنين ، إن بلاده ستدرس إمكانية استيراد الخضار من الهند للتخفيف من آثار الفيضانات التي تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقال إسماعيل لقناة "جيو نيوز" التلفزيونية المحلية "يمكننا أن ندرس استيراد الخضروات من الهند". وأضاف أن تركيا وإيران قد تكونان أيضاً خيارات أخرى. وتسببت السيول الجارفة الناجمة عن الأمطار الموسمية التاريخية في دمار واسع النطاق أثر على أكثر من 33 مليون شخص في باكستان.

وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث يوم الأحد ، لقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم في الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية التي بدأت في باكستان في يونيو. وتوفي 119 شخصاً خلال الـ24 ساعة الماضية ووصل العدد الإجمالي لهؤلاء الأشخاص إلى 1033 ، فيما تستمر الأمطار الغزيرة بالهطول على بعض أنحاء البلاد. وبحسب الحكومة، فقد أثرت الفيضانات على أكثر من 33 مليون شخص، أي باكستاني من أصل سبعة، ودمرت نحو مليون مسكن أو ألحقت أضراراً بالغة. وأتلف الفيضان أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية ، ودمر أكثر من 3400 كيلومتر من الطرق ، وخرّب 149 جسراً. وتقول السلطات إن فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات عام 2010 التي كانت الأسوأ على الإطلاق، عندما قتل أكثر من ألفي شخص وحاصرت المياه نحو خُمس سكان البلاد. ويعزو المسؤولون هطول الأمطار الغزيرة والمدمرة إلى تغير المناخ ويؤكدون أن البلاد قد تأثرت بشكل غير عادل من عواقب الإجراءات البيئية غير المسؤولة في جميع أنحاء العالم.

وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الأوامر بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى جمهورية باكستان الإسلامية التي تشهد عدة أقاليم فيها سيولاً وفيضانات أسفرت عن قتلى ومصابين وعمليات نزوح من هذه المناطق. وأمر صاحب السمو رئيس الدولة بتقديم جميع الخدمات الإغاثية الإنسانية إلى النازحين من المناطق التي شهدت السيول والفيضانات لتعزيز قدرتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها. وتتضمن المساعدات الإغاثية الإماراتية نحو 3000 طن من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيمٍ لإيواء المتضررين. كما ستقدم فرق الإغاثة الإماراتية مجموعة متنوعة من الدعم الإنساني للأفراد والمؤسسات الباكستانية ذات الصلة بجهود ضمان سلامة المتضررين واحتياجاتهم الغذائية والطبية واللوجستية.