جرت العادة أن يُطلق مصطلح "سايكو" على كل من يعاني من اضطرابات نفسية، وهو مصطلح لا يُمكن تعميمه على كافة أنواع الأمراض والاضطرابات النفسية لأنه يتعلق بأنواع مُحددة من الاضطرابات، فعلى سبيل المثال، يوجد فرق واضح بين سايكو وسايكوباث، فإذا كان شخص ما سايكو psychotic أو ما يسميه الأطباء مريضاً بالذهان، فإن عقله يفقد سيطرته على الواقع، أما الشخص السايكوباثي psychopath فهو شخص غير قادر على الشعور بالآخرين، وقد يتصرف بطرق متهورة ومعادية للمجتمع.
وغالباً ما يكون الذهان psychotic أحد أعراض حالة عقلية أخرى، في حين أن السيكوباث psychopath هي سمة شخصية، يُعتقد أن أقل من 1% من الأشخاص حول العالم سايكوباث ومعظمهم من الرجال.
السايكو عندما يؤثر شيء ما في كيفية فهم العقل للعالم من حوله، يطلق عليه أحياناً حلقة ذهانية psychotic كما يسميه الأطباء أيضاً psychosis، ويمكن للذهان أن يجعل من الصعب التفكير أو التحدث بطريقة منطقية للآخرين، ويمكن أن يرى أو يسمع أو يشعر بأشياء غير موجودة (هلوسة).
وقد ينطوي الذهان على أوهام، مما يعني الاعتقاد أن شيئاً غير صحيح حتى عندما تشير الحقائق جميعاً إلى الاتجاه الآخر، فعلى سبيل المثال، قد يكون الشخص مقتنع أن شخصاً ما يحاول إيذاءه أو أن شخصاً آخر يتحكم في أفكاره.
وحوالي 3 أشخاص من كل 100 شخص سيصابون بنوع من النوبات الذهانية خلال حياتهم، وقد تكون هذه الأمور مخيفة ومربكة، ولكن الحصول على المساعدة الطبية بسرعة عند حدوثها يمكن أن يساعد في منع حدوث المزيد من المشاكل.
وأشهر أسباب الذهان هي الأمراض العقلية، مثل الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب، ولكن هناك عدة أشياء أخرى يمكن أن تسبب نوبة ذهانية أو تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بها:
-الأمراض التي تهاجم الدماغ والأعصاب، مثل مرض الزهايمر أو مرض باركنسون أو الصرع.
-الأحداث الصادمة مثل التعرّض لهجوم عنيف.
-بعض الأدوية.
-البقاء لوقت طويل بدون نوم.
أما السايكوباث أو مرضى "الاعتلال النفسي" كما يُطلق عليهم، لا يعيشون وفقاً للقواعد الاجتماعية أو التوقعات، فعلى سبيل المثال، يكذبون كثيراً، ولديهم نظرة مبالغ فيها لأنفسهم، مع عدم القدرة على التحكم في دوافعهم، كما لا يشعرون بالذنب أو الندم على الأفعال التي تؤذي الآخرين.
غالباً ما يظهر السايكوباث على أنهم ساحرون وجذابون في البداية، لكنهم قد يصبحون متطلبين أو عدوانيين جسدياً، ويعاني البعض منهم من مشاكل سلوكية مبكرة أو يرتكبون جرائم عنيفة.
واقترحت الأبحاث المبكرة أن الاعتلال النفسي "السايكوباث" غالباً ما ينبع من القضايا المتعلقة بالارتباط بين الوالدين والطفل، إذ يُعتقد أن الحرمان العاطفي ورفض الوالدين وقلة المودة تزيد من خطر أن يصبح الطفل سايكوباث.
ولقد وجدت الدراسات صلة بين سوء المعاملة والإيذاء، والتعلق غير الآمن والانفصال المتكرر . يعتقد بعض الباحثين أن مشاكل الطفولة هذه يمكن أن تؤدي إلى ظهور سمات السيكوباث.
ومن المحتمل أن هذه السمات تنبع من عدة عوامل، مثل الوراثة، والتغييرات العصبية، والأبوة السلبية، ومخاطر قبل الولادة (مثل التعرّض للسموم في الرحم).