زار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في زيارة رسمية للقصر الملكي في الرياض، وهي أول زيارة له منذ 5 سنوات، زيارة وصفت على أنها جامدة التعبير والملامح.
حيث لم يذكر خلال هذه الزيارة أي شيء حول موضوع مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ولم يفتح فيها ملف القضاء أبدأ، ولم يتطرق أي جانب للحديث عن التحقيق، أما في التفاصيل فكانت تعابير وجه الرئيس التركي مليئة بالريبة وتكاد تخلو من الابتسامة تماماً وكأنه مرغم على القدوم. فيما بدا محمد بن سلمان متبسماً في قصره ابتسامة الفائز والمنتصر على خصمه، عدا ذلك التحفظ في العناق والابتسامات لدى وقوف رجب طيب أردوغان ومحمد بن سلمان لإظهار المصالحة بين البلدين. وقد قطعت العلاقات التركية السعودية على خلفية هذه الجريمة الشنيعة والتي هزت كيان العالم بالأكمل، ولم يكن في الواجهة الا متهم واحد هو الرئيس التركي اردوغان اذ حصلت الجريمة في قنصلية المملكة السعودية في بلده إسطنبول.
بالحقيقة أوردت الصحافة العالمية الكثير من التحليلات حول هذه الزيارة ويمكن تبني الأكثر منطقية فيها وهي التي تجزم في أن البلدين يملكان نفوذاً تاريخياً قوياً واقتصاداً كاد أن يتوازى بينمها، اذ لم تهدأ المنافسة بينهما طول السنوات السابقة لزعامة العالم الإسلامي، بالرغم من تخبط اردوغان من حيث الشكل الإسلامي المتبع بالنسبة له. هذه المنافسة الحادة توقفت وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب دم الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 لكن الحقائق الصعبة اليوم تدفن ما مضى، حيث يعاني أردوغان من نقص السيولة وانخفاض كبير في شعبيته مقارنة بشعبية محمد بن سلمان، فإن تدفق دولارات البترول، والشعبية في الداخل لا تمثل مشكلة.
كل هذا يجعل اقتصاد أردوغان المتدهور بحاجة إلى السيولة السعودية، وعليه خرج اردوغان في نهاية الزيارة بعدة وعود بإبرام صفقات تجارية وتوفير إمداد لخزائن الدولة المتضائلة ستكون موضع ترحيب المملكة في الوقت اللاحق هذا النوع من المساعدة يمنح الرئيس التركي مزيدًا من الوقت في السلطة، وهو ما يفهمه محمد بن سلمان جيدًا، ويفسر لأتباع اردغان أن الرجل " كجبراً أخاك لا بطل.