لم يعد ضبط النفس كافياً لتهدئة الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين فوق مساحة جغرافية واحدة، حيث تتصاعد حدة الأحداث والصراعات بما بات غير مطمئن للجانبين، وعليه تود الولايات المتحدة الامريكية تقديم حل لعله يكون كافيا لإنهاء الصراع وإيقاف العنف المتبادل بين الطرفين. حيث شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد علي ضرورة "إنهاء دوامة العنف" بعد التصعيد في الأسابيع الأخيرة، وإيجاد "حل يفضي إلي دولتين" تعيشان جنبا إلي جنب علي الرغم من توقف عملية السلام. هذا الأمر يبدو غاية في الصعوبة، حيث لم تكن هذه المرة هي الأولي ولن تكون الأخيرة التي تفشل بها العمليات التفاوضية بين الجانبين لوجود شروط غيرمقبولة ومن المستحيل تحقيقها في ظل استمرار الإسرائيليين في القصف المتواصل علي مدنيين في القطاع واقتحامات متكررة للأماكن الدينية المقدسة. مع العلم أن الجانب الإسرائيلي يقوم بالرد علي العنف بالعنف حيث لا تهدأ الفصائل الجهادية من تنفيذ عمليات ضد المستوطنين تودي لمقتل العشرات منهم. ولعل هذه الدوامة لن تهدأ علي المدي البعيد الا بالتفاوض السياسي والسعي للضغط من كل الجهات علي الطرفين والتعهد بعدم التعرض أيً منهما للأخر بموجب عقوبات قانونية، وهذا يتطلب جهدا كبيرا من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية. وان نجحت أمريكا بجمع الطرفين علي طاولة حوار واحدة فمن الممكن أن حينها ضمان التهدئة لا ضمان الحل علي الأغلب.