بهذه العنصرية المقيتة يتعامل بعض الغرب مع الأزمة في أوكرانيا، هذا ليس تعليقا عادياً صادفناه علي مواقع التواصل الاجتماعي او ما شابه، إنما هو تعليق يظهر من إعلاميين من المفترض أن يكونوا مثقفين، ويعملون بقنوات وصحف أجنبية. التعليق لم يمر مرور الكرام أبداً ولم تمر مقارنات إعلاميين وسياسيين بين الشرق الأوسط الذي اعتاد علي النزاعات، والحرب في أوكرانيا "المتحضّرة"، أيضا مروراً سالم، عند معلّقين عرب علي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا فيها مقاربة "عنصرية"، علي غرار تعليق مراسل قال إن أوكرانيا "ليست العراق أو أفغانستان". وقد ذكرت مواقع عالمية أن العنصرية تستخدم بشكل مكثف في القنوات الفرنسية والأمريكية والصحف البريطانية. وللأسف أننا نواجه أزمة فكرية هنا لم يقو الإعلام حتي اليوم علي تجاوزها والسمو بإنسانيته فوق أي تصنيف. فنحن نتحدث عن معاناة إنسانية لا يختلف فيها العنف والمعاناة كلاهما سيف ذو حد واحد. ومن ناحية أخري يجب تسليط الضوء علي دول تعاملت بكامل إنسانيتها مع الأزمة الأوكرانية بينما لم يحمل قلبها رأفةً او شفقة في بقية الأزمات ز ولنذكر مثال: تدفق عشرات آلاف اللاجئين الأوكرانيين إلي الحدود البولندية واستقبلوا برحابة صدر. لكن حينما يقف سوريون وعراقيون وأفغان عند تلك الحدود، يصف الأوروبيون الأمر بأنه "أزمة مهاجرين". ويتعرض أولئك الضعفاء لتصرفات لا أخلاقية أيضا من قبل الشرطة علي هذه الحدود، ويتم ارسالهم بعد التحقيقات إلي بلاد مجاورة. هذه الهفوات الإعلامية التعامل العنصري يزيد الحال سوءً فالأوكرانيين اليوم بحاجة لتضامن عالمي كبير ومساعدات كبيرة سواء أكان الدعم مقدم عبر الكلمة في وسائل الإعلام أو عبر تقديم المساعدة الملموسة. وفي الختام جميعنا بشر وجميعنا يحلم في وطن يعم فيه الخير والسلام والأمان، فلنمد جميعنا أيدينا للسلام ونتعالي عن العنصرية والتصنيفات الزائفة ونتعامل بإنسانيتنا.