يوماً بعد يوم تتضح الأهداف الروسية حيال الغزو الأوكراني وتتكشف الخيوط الحقيقية للهجمة الروسية الأخيرة. فبعد أن أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قراراً يقضي اجراء كافة المعاملات مع أوروبا بالعملة الروسية "الروبل" وخاصة فيما يتعلق ببيع وتوريد الغاز. قد تبين أن أحد أهم نتائج هذه العملية هو تحويل الروبل لعملة صعبة في العالم، إذ يستند أكبر مخزون في العالم من النفط والغاز والموارد الطبيعية علي اختلاف أنواعها واشكالها فهو مدعوم بالحقيقية من قبل مخزون اقتصادي هائل يعد عصباً للحياة في أوروبا. وإذا قارنا ما بين الدعم المقدم للروبل والدعم المقدم للدولار لوجدنا أن الدولار بات مدعوماً فقط من قبل المجمع الصناعي العسكري أي يعتمد علي الجانب الصناعي في أغلب دول العالم التي انتقل معظمها للصين، هذا ما يرجح كفة ارتفاع الروبل علي الدولار. لكن يبقي احتمال واحد تعلق أوروبا أمالها عليه مستفيدةً من اتحاد كلمة جميع الدول الأوروبية في عدم الانصياع لموسكو وتشكيل رابطة مقاطعة لروسية ترفض التعامل الا بالدولار، لعل هذا الأمر يفيد في إعادة حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مع الدول الأوروبية التي يتعامل معها علي مدي سنوات، فلن يكون القرار هذا بالسهل علي كبار التجار في العالم والمتعاملين بعملة الدولار. وحسب رأي بعض المحللين السياسيين الذين يرون في هذه الخطوة كامل الجرأة الروسية وضربة استباقية وتغيراً تاريخي سيغير ترتيب موسكو بين أقطاب العالم. يرون أن هذا الأمر سيُدخل الدول الأوروبية وموسكو في محادثات تطول لربما تصل العام في حدها الأدني للوصول لحل مرضي أو بدائل. كما يؤكدون أن أي خلل أو نقص في توريد الغاز والنفط للدول الأوروبية في هذه الآونة وخاصة ألمانيا سيجعل أوروبا تغرق في ركود اقتصادي لربما يتحول لعجر اقتصادي فيما بعد