على الرغم من الاتجاه العالمي نحو المركبات الكهربائية، ستبقى المركبات التي تعمل بالوقود على الطريق لسنوات طويلة، مما يؤكد الحاجة إلى مواصلة الجهود للحد من الانبعاثات من تلك المركبات، كما تفعل إحدى الشركات السويسرية الناشئة، من خلال تطوير مجموعة أطقم ما بعد البيع، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون قبل أن يخرج من أنابيب عوادم المركبات.
وتدعي شركة "كابتس" الناشئة أن تقنيتها المبتكرة قادرة على امتصاص 90٪ من انبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون من محركات الاحتراق الداخلي. وهي تستخدم حرارة المحرك لتشغيل التفاعلات الكيميائية الحرارية العكسية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى سائل وتخزينه في السيارة قبل جمعه. ويمكن بعد ذلك إعادة تدويره إلى أنواع جديدة من الوقود أو البلاستيك أو ألياف الكربون، أو بيعها للمستهلكين النهائيين مثل مصنعي الأسمدة.
ويعتقد موقع "سبرينغ وايز"وهو موقع ويب متخصص في الابتكار، أن تعديل المركبات الحالية التي تعمل بالوقود التقليدي لتكون أنظف قد لا يكون حلاً طويل الأجل، ولكنه سيساعد في سد الفجوة بسرعة بين ما نحن فيه الآن والمكان الذي نريد أن نكون فيه بحلول عام 2030.
وتجدر الإشارة إلى أن "كابتس" المنبثقة من "مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية" وهي معهد أبحاث وجامعة في لوزان سويسرا، تتلقى دعماً من المكتب الاتحادي السويسري لشؤون البيئة، وحصلت على قرض أولي من معهد الابتكار التكنولوجي بالإضافة إلى تمويل من حملة تمويل جماعي.
وتأمل الشركة الآن في تطوير هذه التقنية في شكل أطقم يمكن تعديلها بسهولة لتلائم المركبات الموجودة. وهي ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على هذه التقنية للحد من الانبعاثات من المركبات، حيث ورد أن شركة ناشئة أمريكية "ريمورا كاربون" طورت تقنية مماثلة في جامعة ميتشغان الأمريكية، بينما تعمل الشركات الأخرى على تطوير طرق لحبس ثاني أكسيد الكربون، مثل تحويله إلى حجر أو عزله في أحواض طحالب عملاقة.
وتؤكد الشركة على موقعها أن هدفها هو حل مشكلة التغير المناخي عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون من مصدره، مشيرة إلى أن هناك 350 مليون شاحنة وما يقرب من 100 ألف سفينة في العالم، وتؤكد أن صناعة الشحن تواجه تحديات كبيرة بتشكيلها 10 في المائة من انبعاثات العالم، في وقت لا تزال السيارات الكهربائية غير مهيأة بعد لتنقية الهواء إلا بعد عقود من الآن.
وحسب الشركة، من المحتمل أن يعتمد نجاح نظامها على المدى الطويل على قدرتها على بناء شبكة سهلة الاستخدام لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتحقيق دخل منه. ولتسريع ذلك ، أعلنت "كابتس" مؤخراً أنها تعتزم تقديم اشتراكات لأصحاب أساطيل المركبات لكسب ولاء العملاء وضمان تزويد حصري لثاني أكسيد الكربون للمصنعين.
• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين