لم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ولم يتخل عن متابعة القضية بالرغم من تحويل مجرى القضاء من إسطنبول للرياض.
الأمر الذي وجه للرئيس أردوغان انتقادات عديدة طالت سمعته وشككت فيما إذا تم ارضاءه مالياً مقابل إنهاء أمر البحث بالقضية والتحقيق. الا أن الرئيس التركي رجب أردوغان أعلن اليوم عن استعداده للقيام بزيارة رسمية للرياض، هي الأولى منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في إسطنبول.
لا مجال للشك أن السبب الأول للزيارة يتمحور حول متابعة قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان صحفياً وكاتب في جريدة واشنطن بوست، ولكن من غير المعروف هل أن هذا التوجه سيدعم العدالة ام سيميت القضية، لكن كل الاحتمالات تذهب لاحتمال دعم العدالة حيث أن أردوغان سيقع بين فكي كماشة هذه الفترة إما مواجهة مناصري خاشقجي في تركيا والعالم والذين يطالبون بمحاكمة القاتل أو مواجهة السعودية ومعرفة الجاني بالأدلة.
هذا وقد كان أردوغان أجرى سلسلة زيارات رسمية للمسؤولين الإقليميين الرئيسيين في الأشهر الأخيرة ، ما يشير إلى أنه عازم على تصحيح بعض المسارات الخاطئة التي خطتها تركيا في السنوات الأخيرة ويجنح أردوغان لهذا أكثر فأكثر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية حيث لن يكون الأمر سهلاً أن يكون مرشحاً رئاسيا وفي ذمته قضية تحقيق لم تنته بعد، ما يفتح مجالاً لمنافسيه بخلق فرصة للتغلب عليه.
تتخذ أنقرة خطوات مهمة ومثمرة في تطوير سياساتها الخارجية من حيث تحسين العلاقات مع الدول التي تشهد معها أزمة في العلاقات الثنائية، ولربما هذا سيخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي بدأ يتحضر للانتخابات الرئاسية القادمة التي من المزمع عقدها في عام 2023 وتخدم أيضاً العدالة الضائعة في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي .