لم ينته الصراع السياسي بعد حتى بدأ الحاقدون الباطنيون بإشعال فيتل الصراع الديني بين مسلمي ومسيحيي ومتطرفي الأرض دفعة واحدة. حيث أن الصراع الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام والذي لا محال أنه سيكبر مع مرور الساعات القادمة بين متبعي الديانة الإسلامية والديانة المسيحية من الممكن جداً أن يوصل لتناحر ديني وتصفيات لا تمس لأخلاق أيّ من الدينيين على الإطلاق. فالتعمد الإعلامي المقصود لإثارة الفتن انقسم إلى قسمين، قسم نقل خبراً يحمل إساءة أحد المتطرفين للإسلام، وبرر ذلك على أنه متطرف، بينما القسم الأخر أورد في أخباره خبراً يفيد بإساءة المسلمين للمسيحين بطريقة فظيعة. القسم الأول ذكر عنوان «راسموس بالودان».. اليميني سيّئ السمعة، الذي يتزعم حزب «سترام كورس» السويدي، حديث التأسيس (2017) يحرق نسخ من المصحف الشريفي في السويد. وعلى خلفية هذا الفعل المرفوض - ليس فقط من قبل المسلمين انما من قبل كل الأديان- قد اشتعلت السويد بالمظاهرات والاحتجاجات والتي راح ضحيتها عدد من الأفراد المحتجين الذين قضوا نتيجة الاشتباكات المتبادلة بين الشرطة السويدية والمحتجين، كما يزداد عدد المعتقلين أيضاً على مدار الساعة. وهنا سؤال يفرض نفسه لو أن الحكومة السويدية ليس شريكاً في هذه الجريمة لماذا لا تقدم على اعتقال راسموس وتقديمه للقضاء العادل الذي يقف الكل عنده لأخذ حقوقهم بدلاً من هذه الفوضى العارمة التي اندلعت في السويد، وخصوصاً أن هذه البلد يقطن فيه أعداد كبيرة من المسلمين. ولا يمكن للحكومة السويدية تبرير هذا الفعل على أنه حرية تعبير فحرية تعبيرهم تقف عند احترام معتقدات الآخر. وحرق المصحف الشريف ليس جديداً على بالودان، الذي أقدم على نفس الفعل في عام 2020 بعد الحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، بتهمة الترويج لآراء عنصرية، وتعرض المتطرف اليميني إلى محاولات اغتيال، كان أبرزها محاولة للطعن بسكين عام 2020، ما جعله تحت حراسة مستمرة من الشرطة. ومع ذلك ترك هذا المتمرد بالتصرف على هواه دون محاكمة سوف يستفز الموقف أكثر وربما تجني السويد ردود أفعال لا تحمد عقباها.