كشفت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" عن تفاصيل الموسم التاسع من "صندوق القراءة" الذي تنظمه خلال الفترة من 9 وحتى 18 أكتوبر الجاري في سيتي سنتر مردف بهدف فتح آفاق الصغار والكبار الفكرية وتحفيزهم على ممارسة القراءة، واستكشاف عوالم الكتب، وتشكل المبادرة جزءاً من التزام "دبي للثقافة" بدعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 – 2026، الهادفة إلى ترسيخ القيم الثقافية في المجتمع.
وستشهد المبادرة التي تندرج تحت مظلة "مدارس الحياة" تنظيم 55 جلسة نقاشية وحوارية ملهمة، إضافة إلى الأمسيات الشعرية وورش العمل الإبداعية، التي ستتيح للزوار فرصة إثراء معارفهم وتطوير مهاراتهم في فنون السرد والكتابة الأدبية والخط العربي، وتبادل الآراء والأفكار مع نخبة من الكتاب والمثقفين والشعراء وخبراء التراث والمفكرين الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة.
وأشارت إيمان الحمادي، مدير قسم شؤون المكتبات في "دبي للثقافة" إلى أهمية المبادرة ودورها في إيجاد مسارات جديدة لتعزيز المعرفة لدى أبناء المجتمع. وقالت: "يُعد "صندوق القراءة" منصة حيوية مبتكرة تساهم في نشر القراءة بين الأفراد وتحفيزهم للوصول إلى مصادر المعرفة المتنوعة، وتمكينهم من تطوير مهاراتهم في القيادة والتفكير الإبداعي، من خلال برنامج غني بالجلسات والحلقات النقاشية التي تبرز ثراء المحتوى الأدبي المحلي، وما تشهده دبي من حراك ثقافي لافت"، لافتة إلى أن المبادرة تتناغم مع جهود "دبي للثقافة" الهادفة إلى بناء أجيال مثقفة قادرة على المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، ومواكبة متطلبات المستقبل، وتتماشى مع مسؤوليات الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
وتتضمن أجندة "صندوق القراءة" حلقات نقاشية وحوارية متنوعة ستتيح لأفراد المجتمع فرصة تطوير مهاراتهم القيادية والتعرف على جماليات الأدب والسرد الروائي، ومن أبرزها جلسة "القيادة بطريقة محمد بن راشد" وفيها يستعرض الدكتور نزار القحطاني تفاصيل كتابه الذي يقدم فيه مجموعة من الدروس المستلهمة من مؤلفات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، ويتناول أسلوب سموه المتميز في القيادة، وكيف يمكن الاستفادة منه في تطوير المهارات وإحداث التغيير الإيجابي في الحياة العملية، بينما ستناقش الدكتورة منى جواد سلمان في جلسة "الطريق نحو التميز الوظيفي" كتاب "القائد المُلهم" الذي يضيء على أدوار القيادات الحكومية الفاعلة وأثرها في تحقيق التميز الوظيفي.
ومن جهة أخرى، سيشهد الجمهور جلسة "طريدون وحكاياتها" التي يركز فيها جابر خليفة جابر على مجموعة العناصر الفنية التي تميز روايتي "طريدون.. كتاب الباخرة" و"طريدون.. كتاب اللوحة"، بينما ستتناول الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة سعاد العريمي الأبعاد النفسية والثقافية للعمل الأدبي، وذلك في جلسة "حدث في صبيا" التي ستديرها الكاتبة صالحة عبيد. وسيلتقي علي الشعالي مع زوار "صندوق القراءة" في جلسة قرائية ونقدية، سيناقش خلالها مجموعته القصصية "حيوات بنكهة الرمان" التي تحتفي بالأبطال الثانويين الذين يسعون إلى تحقيق أحلامهم، حيث يكشف الشعالي من خلال مجموعته التي تمزج بين الواقعية والخيال عن شخصيات لا تُنسى، ويفتح نافذة على النفس البشرية ويسلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجهها. وتستضيف جلسة "جماليات السرد الروائي الإماراتي" كلاً من الدكتورة مريم الهاشمي والدكتور صالح هويدي، حيث سيتناولان مساهمات الرواية المحلية في إبراز التحولات الاجتماعية والثقافية. وستبين نهلة المالكي في جلسة "لماذا لا نقرأ العربية بشكل كافٍ؟" أهمية تشجيع الأجيال القادمة على القراءة باللغة العربية، وضرورة تحفيزهم على الاهتمام بالكتب لا سيما الأدبية منها، في حين سيشرح الباحث زيد الأعظمي في جلسته "دور القراءة في مواجهة الإدمان الرقمي" كيفية تحقيق التوازن بين العالمين الرقمي والواقعي، وغيرها.
وسيعيش الجمهور طوال فترة المبادرة مجموعة من التجارب الحية والتفاعلية التي توسع المدارك وتساهم في ترسخ الهوية الوطنية، وهو ما يتجلى في جلسة "الصراي... ذاكرة الأدوات الشعبية الإماراتية" التي يبين فيها خالد بن جميع الهنداسي كيف ساهمت أساليب التدوين وروايات كبار السن في تعزيز التراث الثقافي، بينما سيتعرف المشاركون في جلسة "تراث الإمارات البحري" على تجربة منى عبدالله آل علي في صون وحفظ التراث البحري والحرف التقليدية والصناعات البحرية في الدولة، حيث سيتعرفون عبر كتابها الذي يتناول تفاصيل التراث البحري المحلي على أنماط الحياة التقليدية التي سادت في الإمارات قديماً، بينما سيتمكن الزوار من استكشاف تاريخ دبي العريق من خلال جلسة "أبواب دبي التاريخية" التي يقدمها سعيد عبدالله الوايل، ويركز فيها على الزخارف التي تزين أبواب بيوت دبي القديمة وكذلك التصاميم المعمارية التي تميز تراث الإمارة وثقافتها، وستناقش حصة عبدالله ود. فاطمة المعمري في جلسة "الخراريف الإماراتية في الأدب المعاصر" كيفية تقديم الحكايات الشعبية بأساليب سردية مبتكرة، بينما سيشرح عبدالله ميزر عبر جلسة "الإبل والإنسان: أصدقاء الصحراء" طبيعة العلاقة السيكولوجية الفريدة بين الإنسان والإبل.
في المقابل، سيشهد "صندوق القراءة" عقد ثلاث أمسيات شعرية، وعلى رأسها "بين جناحي كلمة" التي ستديرها الشاعرة نجاة الظاهري، وتستضيف كلاً من الشاعرة والروائية دارين شبير والشاعر عبدالرحمن الحميري، وستشارك الشاعرة شيخة المطيري والشاعر حسين درويش في أمسية "بريق من مروا من هنا"، وستجمع أمسية "أنا القصيدة" بين الشاعرة أبرار الطيب الدخيري ود. عمرو إبراهيم.
وستناقش الكاتبة لولوة المنصوري وإيمان محمد تركي في جلسة "أحمد راشد ثاني.. ذاكرة الأرض والشعر"، تأثير أعمال الشاعر والباحث الراحل أحمد راشد ثاني على الذاكرة والمشهد الثقافي العربي، وذلك من خلال الاطلاع على تجربة لولوة في جمع كتابات وإبداعات الشاعر الراحل وإصدارها في كتاب جديد يقدم نظرة تحليلية شاملة لأعماله، بينما يضيء فهد المعمري في جلسة "الطير في الشعر الشعبي" على رمزية ودلالات الطير في الشعر الشعبي، ويتناول الشاعر خالد البدور والكاتبة صباح ديبي في جلسة "حوار حول ترجمة الشعر"، التحديات اللغوية والثقافية التي يواجهها المترجمون في نقل المعاني الدقيقة عبر اللغات، ومن خلال جلسة "تاريخ الموسيقى الإماراتية" التي يقدمها الفنان علي العبدان سيتعرف الجمهور على كنوز الموسيقى الإماراتية وارتباطها بالتراث المحلي.
كما سيلتقي الجمهور مع مزنة نجيب، بطلة الإمارات في تحدي القراءة العربي 2019، حيث ستتحدث في جلسة "صوت القراءة – حوار مع بطل القراءة" عن تجربتها في التحدي وتأثير الكتب على تشكيل مسيرتها الأكاديمية والشخصية. وسيتعرف زوار "صندوق القراءة" عبر ورشة "الخط العربي" التي يقدمها سعيد شكري على تاريخ الخط العربي وأساسياته وتأثيره على اللغات الأخرى، وتقنياته وأدواته المختلفة، فيما سيقدم حازم كردعلي ورشة "أغلفة كتب بالخط العربي"، وسيشرح عبدالله الهامور في جلسة "سنع المجالس" أسماء وأنواع المجالس، وآداب الاستقبال ودورها في تجسيد وإبراز القيم الإماراتية.
وأعدت "دبي للثقافة" لزوار "صندوق القراءة" الصغار، برنامجاً غنياً بورش العمل الإبداعية الهادفة إلى تطوير مهاراتهم، وذلك من خلال ورشة "كيف تجعل الأشياء تتحرك؟" التي يقدمها بوبكر بوخاري، وسيتعرفون في ورشة "شرائط ذهب وفضة" على الحرف اليدوية الإماراتية تحت إشراف الكاتبة نادية النجار، وسينطلقون برفقة فاطمة العامري في رحلة فنية ممتعة يتعلمون فيها طرق تصميم أقنعة شخصية، كما سيقدم خبراء القيادة العامة للدفاع المدني – دبي، للأطفال ورشة "اقرأ، فكر، والعب مع الإطفائي" بهدف تدريبهم على طرق الحماية المدنية والتصرف في حالات الطوارئ. وفي ورشة "الدبلوماسي الصغير" ستتولى إيمان اليوسف تدريبهم على فنون الدبلوماسية الثقافية، في حين ستقدم شيخة البدواوي للمشاركين في "ورشة كتابي كيف أصنفه" مجموعة من التجارب التعليمية المشوقة، وتستعرض مريم الغفلي في ورشة "تعالوا نفكر ونقرأ معاً" أهمية العمل الجماعي والروح الرياضية، وغيرها الكثير.