تتراكم ويلات الحرب الروسية الأوكرانية علي الحدود البولندية كما وتتفاقم معها الأزمات النفسية للناجين من هول الكارثة. أكثر من 3 ملايين شخص عبروا الحدود بين بولندا وأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في 24 شباط/فبراير بحسب شهادة مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين. وبالرغم من أن السلطات البولندية لم تبدِ أي تذمر من الوضع كونها المتنفس الأكبر للقادمين من أوكرانيا، إلا أن الوضع بدأ بالانفجار، والسلطات البولندية تري أن الحديث حول مجيء اللاجئين إليها في هذا الوقت أمر محرج، فالوضع يتطلب العمل بأعلي حس إنساني حيال اللاجئين. الا أن السلطات البولندية في الحقيقة تتعرض لضغط كبير وغير مسبق، حيث يتعين عليها أن تطلب من عدد أكبر من البلديات والمناطق إيجاد أماكن إقامة للوافدين الجدد. حيث تذكر المفوضية أن اللاجئين يعانون من الصدمة أكثر من أولئك الذين تمكنوا من المغادرة خلال المرحلة الأولي من الحرب. وتؤكد أن الذين اتخذوا قرار المغادرة مبكرا غالبا ما كان لديهم أقارب في الخارج وخطة ومكان يذهبون إليه في حين أن الذين يفرون الآن من البلد الذي مزقته الحرب يشعرون بالضياع ولا يعرفون ماذا يفعلون. حالة من الضياع وعدم الاستقرار والتشرد هذا أكثر ما يمكن التعبير عنه من كلمات لوصف اللاجئين الأوكرانيين الذين يعيشون صدمة كبيرة بين تصديق ما جري لبلادهم وبين التأمل بالمستقبل المجهول الذي ينتظرونه. أما بالنسبة لبولندا فقد كتب عليها أن تكون "حمالة الأسية" وطرفاً غير مباشر في هذا النزاع وينبغي عليها تحمل الجزء الأكبر من الضغط الذي ستخلف هذه الحرب المشؤمة.