أثبتت أغلب الأبحاث، التي درست الأورام السرطانية، أهمية علاجها بالإشعاع البروتوني، مؤكدةً أنه من العلاجات الآمنة والواعدة، نظير قدرته الفائقة على تفكيك الخلايا السرطانية، إلى جانب محدودية آثاره الجانبية، إذ إنَّ معظم طاقة الشعاع تنصبُّ على الورم، ما يقلِّل من تأثُّر أعضاء الجسم الأخرى بالبروتونات، فتبقى سليمةً من دون أدنى ضررٍ. واليوم، تتسابق الدول المتقدمة طبياً في توفير هذا النوع من العلاج على نطاقٍ واسعٍ في مستشفياتها، منها السعودية، التي تحتضن مركـزاً لعلاج أورام السرطان بتقنية البروتون، هو الأول من نوعه فـي منطقة الشرق الأوسط، وواحدٌ من 20 مركزاً فقط في العالم.
كما يستخدم العلاج بالبروتونات في القضاء على السرطانات التي تصيب الأطفال، فقد يكون العلاج الإشعاعي التقليدي فاعلاً للغاية معهم، لكنه مع الأسف قد يترك آثاراً جانبيةً ضارة على الطفل، مثل تأخر نموِّه، ونقص الهرمونات في جسمه، والتأثير على عظامه وأنسجته العضلية، إضافةً إلى فقدان السمع، والإضرار بالغدد اللعابية. وهذه الآثار الجانبية قد تشكِّل ضرراً كبيراً على الطفل، إذ إن جسده ودماغه يكونان في طور النمو والتطور.
بيَّنت نتائج دراساتٍ عدة، أن الآثار الجانبية للعلاج بالبروتونات عادةً ما تكون على المدى القصير ومحدودةً جداً، وتشمل تهيج الجلد، والغثيان والتعب.
وقد يتعرَّض المرضى الذين يتلقون أشكالاً أخرى من علاج السرطان في الوقت نفسه لآثارٍ جانبيةٍ إضافيةٍ مرتبطةٍ بتلك العلاجات. وتختلف الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج بالبروتونات على المدى الطويل، لكنها بصفةٍ عامةٍ، تعدُّ أقل عدداً وحِدَّةً من الآثار الناجمة عن العلاج الإشعاعي التقليدي على المدى الطويل. ومع ذلك ليس من الواضح إذا ما كان العلاج بالبروتونات أكثر فاعليةٍ في إطالة عمر المريض أم لا.
• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين