القراءة لا تقتصر على سن معينة
كثيراً ما نرى في التلفاز أُمّاً حاملاً تقرأ قصة لجنينها، وقد يظن المرء أنها مجنونة أو أن هذا هراء لا طائل منه. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن القراءة ليست محدودة بعمر معين، وأنه يجب البدء فيها في سن مبكرة. فعلى الآباء والمربون أن يولوا أهمية كبيرة للأبناء لتحفيزهم على القراءة لما لا من فوائد عظيمة في تنمية العقل والذكاء وتمكنهم من قضاء أوقات فراغهم مع ما يصبُّ في مصلحتهم.
القراءة للنّفس كالرياضة للجسم
تعدة متعة القراءة إحدى الفوائد الكثيرة التي يكتسبها القارئ منها، فعندما يُبحر القارئ المتبحر في كتاب ما فإنه يغمر نفسه في مختلف المجالات والمعرفة دون الحاجة إلى الذهاب إلى الأماكن التعليمية. القارئ يجني رحلة معرفية وعلمية خاضها المؤلف حيث يكسب منها ملخصاً لنتائج ذلك العالم أو المخترع أو رجل الدين أو المؤلف الذي يمتلك ثروة معرفية.
والقراءة من أهم الأمور التي تحافظ على العقل فهي الرياضة التي تحافظ على صحته وقوته. وتعد من أكثر وسائل الترفيه المفيدة، حيث تساعد القارئ على التخلص من ضغوط ومشاكل الحياة والانغماس في عالم الخيال والمتعة والفائدة، وهي عالم مليئ بالكتب والقصص والروايات الحقيقية والخيالية، التي تساهم في تهدئة العقل ومنحه الراحة والسلام والسكينة.
تساعد القراءة الكثير من الناس على التخلص من التوتر والأرق والقلق ليلاً وقبل النوم، وذلك لأن القراءة لمدة 10 دقائق يومياً في إضاءة خافتة تسبب النعاس لدى الكثير من الناس، وقد يعتزم الكثير من الأشخاص الدراسة قبل الخلود إلى النوم للحصول على نوم عميق.
والقراءة طريقة حديثة غير تقليدية يمكن الاعتماد عليها لاكتساب المعرفة والعلوم. تساعد القراءة في تحسين الذاكرة لدى الأشخاص العاديين، لأن العديد من القراء يحتاجون إلى ذاكرة قوية وقدرات جديدة لربط الأحداث وحفظ أسماء وشخصيات وشخصيات معينة والحقائق التي يحتاجها لفهم الرواية أو القصة أوالكتاب.
لا تقتصر هذه الفوائد على البالغين فقط، بل تشمل أيضاً الصغار الذين يثابرون على القراءة مما يساهم في تقدمهم الأكاديمي. قد يكون الطفل صغيراً وغير قادر على القراءة، وفي هذه الحالة يمكن تعزيز دور الوالدين في قراءة الكتب لأطفالهم، وبالتالي يساعدوهم في العديد من الفوائد، مثل تقوية العلاقة بين الطفل ووالديه، لأن قضاء المزيد من الوقت مع الطفل يبني رابطة قوية بين الطفل ووالديه، فهي من الأشياء التي تقوي العلاقة بين الوالدين وأبنائهم فيشعرون بالثقة والحميمية. كما يشعر الطفل بالهدوء عندما يقرأ له والده بصوت عالٍ.
يمكن تحسين القراءة عند الأطفال باتباع عدد من الطرق، مثل تشجيعهم على القراءة واصطحابهم إلى المكتبة لشراء كتب مفيدة، وقراءة القصص والكتب يومياً للطفل ومساعدته في اختيار الكتب المناسبة لعمره والنظر إلى الطفل وإبداء الاهتمام به أثناء القراءة لتشجيعه وتحفيزه على القراءة.
القراءة هي حالة حب للعلم والمعرفة
القراءة هي رغبة وحالة من الحب للعلم والمعرفة تستمر مدى الحياة خاصة إذا اعتاد الإنسان عليها منذ الصغر وحوّلها إلى هواية وعيّن ساعات معينة للجلوس والاستمتاع بقراءة الكتب. كما يمكن التنويع في قراءة الكتب كالكتب القديمة والحديثة والكتب التي تحتوي على عدة أنواع من المعرفة والثقافة، وربما بلغات مختلفة، من أجل زيادة مستوى الوعي والانفتاح على العالم.