loader-img-2
loader-img-2
22 November 2024
- ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ -

المصالحات العربية بدأت من الإمارات والخير بدأ

المصالحات العربية بدأت من الإمارات والخير بدأ

التوافقات العربية الغربية بدأت تتزن، ففي الفترة الأخيرة يخفت صوت السلاح وتتعالى أصوات التفاهمات. لربما أقطاب متناحرة كان من الصعب على المتابع العربي أن يراها ملتفة في حول طاولة واحدة، إنما يجدها اليوم في زيارات ودية فردية واتصالات هاتفية تحمل معها تفاهمات عربية عالية المستوى. ومن المؤكد أن هذا التجاذب يسعد ويثلج القلوب العربية التي عاشت ردحاً من الزمن في تنافر حقيقي وقطيعة كاملة لم يكن لأي طرف فضل على الأخر لطي صفحة الخلاف وفتح صفحة بيضاء وإعادة ربط العلاقات بما تقتضيه مصلحة كل من الطرفين. كما شغلت الصفحات الأولى للصحف العربية زيارات استراتيجية لحلفاء وأقطاب من الأصل لم تفترق ليس لتحقيق مصلحتها فحسب إنما أيضا لتملكها دور المفاوض الأول في التفاهمات السياسية الكبيرة وبسرد سريع  لأهم الزيارات والاتصالات، فقد شوهد الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس في زيارة مفاجأة لطهران ولقاءه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي و قائد الثورة الإيرانية علي الخامنئي، ولا تداعي للشرح عن شكل العلاقة التي تجمع الجانبان  والمصالح المشتركة التي تتلاقى فيها كل من دمشق وطهران وخصوصاً فيما يتعلق بالأزمة السورية الحرب القائمة هناك من أكثر من عشر سنوات وما تلاها من عقوبات اقتصادية  وخناق حقيقي كان المواطن السوري وحده الثمن فيما يجري. إنما الملفت أن الزيارة هذه سبقت اتصال هاتفي جمع  أمير الكويت والرئيس الإيراني . أعرب الرئيس الإيراني خلال الاتصال عن أمله بلقاء أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح. كما زار الرئيس السوري دولة الامارات العربية والتقى ولي العهد ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما استقبله حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كما تواجد وزير الأوقاف السوري قبل يومين أيضا في العاصمة الامارتية . وقبلها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية ولقاء الأمير محمد بن سلمان وططي صفحة الخلاف وعقد تفاهمات ثنائية.  وطبعا الكثير الكثير من التقاربات في الفترة الأخيرة بين السعودية وإيران مما كان كافيا أن يزيل التوتر بين الجانبين. المصالحات العربية بين بعضها البعض ما كانت أن تكون لولا الجهود الإماراتية المقدمة والتي كانت أول دولة عربية تتحدى الخوف الغربي وتكسر قيد العزلة بين الدول العربية ونواة اشعاع للسلام العربي، ولا يخفى على الجميع أن هذا المجهود الكبير الذي منحته الامارات لهذه القضية لم يكن على حساب تغير سياساتها مع أي جهة كانت على حساب إرضاء الجهة الأخرى وكأن الامارات كانت تود احترام كل دولة لسياسة الدولة الأخرى حتى ولو كانت تختلف معها في بعض الأمور أو تتوافق معها في أضعف القضايا، وهذا ما يؤكد انخراط دول أجنبية كإيران مثلا وتركيا في قضايانا العربية والسعي لحلها وحلحلتها  حيث لا تخلو دولة من الدول من مصالح كبرى قادرة لو منحت بالشكل الأمثل من أن تبني وطناً عربياً متحداً وقوياً