بعد ساعات من استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لا يزال الغموض يسيطر على المشهد البريطاني حول توقيت تعيين رئيس وزراء جديد، وهو الأمر الذي قد يغرق البلاد في أزمة سياسية.
استقالة جونسون لا تعني أنه سيترك منصبه على الفور، خصوصاً أنه دعا إلى البقاء في منصبه إلى حين انتخاب زعيم جديد، رامياً الكرة في ملعب لجنة قيادة الحزب المعروفة باسم لجنة 1922 لترتيب الانتخابات الحزبية الداخلية لترشيح زعيم جديد، وأمام كل هذه الأحداث تبرز على السطح ثلاثة سيناريوهات للمشهد البريطاني الحالي، أولها: أن تتم الانتخابات الداخلية في حزب المحافظين بشكل سريع لإفراز قائد جديد للحزب ورئاسة الوزراء قبيل 21 يوليو الجاري، موعد دخول البرلمان في عطلته الصيفية حتى يتم التصويت في البرلمان على إعطاء الثقة للحكومة الجديدة ورئيسها الجديد.
وأما السيناريو الثاني فهو أن تتم العملية الانتخابية بعد الاجتماع السنوي لحزب المحافظين في أكتوبر المقبل ثم يتوجه الفائز للبرلمان عندما يعود من عطلته للحصول على الثقة، وهو ما يعني بقاء جونسون في منصبه لأربعة أشهر أخرى على الأقل.
وتقول النائبة عن حزب العمال المعارض ليلى موران: إن حزبها لن يسمح ببقاء جونسون في مقر الحكومة ليوم آخر بعد أن قدم استقالته، داعية رئيس الوزراء للمغادرة فوراً.
وبالنسبة لـ "كير ستارمر" زعيم حزب العمال فهدد بالتقدم بطلب حجب الثقة عن جونسون إذا ما بقي في منصبه إلى حين انتخاب قائد جديد، وهو إجراء إذا ما تم فقد يعني التوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، ربما يكون حزب المحافظين هو الخاسر الأكبر فيها خلال الفترة الحالية.
ويأتي خوف الحزب الحاكم من أن حزب العمال سيفعل ذلك بعد دعوة الحزب الديمقراطي الليبرالي لجونسون بالخروج فوراً من مقر الحكومة ما يعني تأييده لتهديد كير ستارمر لخطوة حجب الثقة.
أما آخر السيناريوهات فهو قيام حزب المحافظين بتسمية نائب رئيس الوزراء أو أي شخصية بارزة لشغل منصب رئيس الوزراء بشكل مؤقت، إلى حين إجراء الانتخابات الحزبية وانتخاب رئيس وزراء زعيم جديد، لكن العقبة الأهم أمام هذه الخطوة تكمن في عدم رغبة أي قائد من المحافظين في شغل هذا المنصب المؤقت، نظراً لكم المشكلات السياسية والاقتصادية التي يصعب التعامل معها خلال شهرين أو أربعة أشهر، ما يؤثر سلباً على فرص رئيس الوزراء المؤقت في الفوز في الانتخابات الحزبية المقبلة.
وأمام هذه السيناريوهات يبدو أن جونسون أقرب للبقاء في منصبه لفترة قصيرة أخرى، ويمكن أن تكون نهائية له في مقر الحكومة البريطانية حيث لا يتوقع عودته مرة أخرى، بعد ما شهدته فترة حكمه من أزمات سياسية واقتصادية ومشكلات أخلاقية.
• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين