تصرفات غير متزنة تقوم بها روسيا لإنجاح الحرب التي بدأتها ضد جارتها الأوكرانية بشتي الوسائل. فبعد الآمال التي بدأ العالم يبنيها حول الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جمعت ممثلين مفاوضين من الطرفين، بدأت روسيا العالم باللعب من تحت الطاولة. حيث ذكرت أحد الصحف أن روسيا تستغل نفوذها في سوريا في اقناع الشبان هناك للتجنيد لصالحها في حربها ضد أوكرانيا مقابل اغراءات كبيرة. وهذا ما يعتبر مؤشر خطراً لو حدث وينفي كل النوايا بالانسحاب روسيا كما توعدت سابقاً. حيث وظفت روسيا منسقين لهذا الأمر في سورية عبر عقود تنص علي التزام هؤلاء الشبان بحماية المنشآت الأوكرانية التي احتلتها روسيا مقابل 7000 ألاف دولار لكل شاب ولمدة لا تقل عن سبعة أشهر. كما اشترطت روسيا أن كل مقاتل منهم يمنع من الرجعة إلي بلاده خلال هذه المدة ولا علاقة للحكومة السورية بهذا العقد ولا تعويض يدفع لأهل المقاتل من أي جهة في حال تعرض للقتل. كما ذكرت الصحيفة أن العدد الذي أعلنت عن طلبه روسيا لا يقل عن 23 ألف شاب، كما وعدت روسيا الشبان بمساعدتهم في تأجيل خدمتهم الإلزامية عند انتهاء المهمة بعد سبعة أشهر. بالحقيقة ما يقدم للشاب السوري في هذه الظروف يعد فرصة كبيرة لكن إذا كانت الفرص عقلانية نوعاً ما ولا تعرض حياته للخطر، حيث أن الشباب السوري يعاني الكثير من الويلات بعد الحرب. وخصوصاً أن أغلب الشبان خاضوا تجربة مع الحرب مريرة ومهما كان ثمن العرض الروسي لن يقبل الشباب السوري بهذه المغريات علي حساب إعادة تلك المأساة. ناهيك عن أن التوجهات والظروف تختلف، إذ أن الأرض التي يقاتل عليها أرض الغير لا أرضه وإذا قتل فيها لن يحلم حتي بالرجعة محمولا علي الأكتاف. أما روسيا يجب عليها ألا تعيد خطأ أوكرانيا التي طلبت تجنيد الأجانب في حربها ضد روسيا، فالأمران في كفة واحدة. ما تملكه من ولاء وحب لأرضك يفرض عليك أن تدافع عنها بدمائك لا بدماء الغرباء، إلا أن حرب الوكالات بات أحد بروتكولات الحرب والدفاع في العالم، وتفتح له مكاتب للتوظيف .