شهد اليوم الأول من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات 2024، والذي تنظمه مكتبة محمد بن راشد، 4 جلسات مميزة وثرية، والتي استعرضت أدوار المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي.
والفرص الرقمية المستقبلية، بالإضافة إلى مناقشات حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في المكتبات العامة، وتسليط الضوء على المكتبات الأيقونية التي تحمل تراثاً ثقافياً غنياً، بالإضافة إلى جلسة عن دور المكتبات العامة في بناء جسور بين الثقافات وحماية التراث.
بعنوان «اغتنام عصر الذكاء الاصطناعي.. انتهاز فرص المستقبل الرقمي»، سلط البروفيسور مارك كوالكيفيتش، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الرقمي في كلية إدارة الأعمال بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، خلال محاضرته، الضوء على كيفية استفادة المكتبات من قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز خدماتها وقدراتها.
واستعرض الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في جمع وتنظيم الكم الهائل من المعلومات التي تحتويها مجموعات المكتبات بشكل أكثر فعالية لجعل المعرفة أكثر سهولة للجمهور.
وأشار المتحدثون في جلسة «المكتبات الأيقونية وذخائرها»، بمشاركة معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وهيلين شينتون، أمين مكتبة وأرشيف كلية ترينيتي في دبلن بأيرلندا، وديفيد ماندل، مدير مركز المعارض والتفسير الثقافي بمكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة.
والدكتور كولين بي بيلي، مدير مكتبة جي بي مورغان بنيويورك في الولايات المتحدة، إلى أن ما يميز المكتبة الأيقونية التركيز على مجموعاتها الفريدة وأهميتها المعمارية ورسالتها الثقافية.
وأكد معالي المر، أن مجموعات مكتبة محمد بن راشد العالمية والطابع الكوزموبوليتاني الذي يميزها، يجعلها فريدة من نوعها في العالم العربي. وأوضح الدكتور أحمد زايد، كيفية تمثيل المكتبات لرسالتها ورؤيتها وتأثيرها على المجتمع.
وقدم الدكتور «بيلي» نبذة حول تطور مكتبة جي بي مورغان على مدى قرن من الزمن كمركز ثقافي وأكاديمي، بينما تطرقت هيلين شينتون إلى الدور المزدوج لمكتبة كلية ترينيتي في دعم التميز الأكاديمي وتعزيز التفاعل المجتمعي.
وعرض ديفيد ماندل النهج المستخدم في مكتبة الكونغرس للحفاظ على الكنوز الوطنية وعرضها، كما يتضح في معرض «جمع الذكريات». وأظهر المتحدثون معاً كيف تتجاوز المكتبات دورها التقليدي كحافظات للمعرفة لتصبح مؤسسات أيقونية للتراث والإلهام.
وخلال جلسة «جسر بين الثقافات والمجتمعات: المكتبات العامة حارسة للتراث»، بمشاركة مريم الفلاحي، مستشار السياسات والاستراتيجيات للتنمية الاجتماعية في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وخالد الناصري، مدير منشورات المتوسط في إيطاليا، أكد المتحدثون أن المكتبة اليوم في مجملها هي مؤسسة ثقافية كاملة وشاملة ولم يعد دورها يقتصر على توفير مساحات للقراءة فقط.
وأنه لا يوجد مؤسسة أخرى تقوم بدور مماثل لما تقوم به المكتبات العامة، إذ إنها الوحيدة التي تحفظ وتنظم وتتيح الكتب والمخطوطات واللوحات للأجيال القادمة حتى تستطيع التعرف على التراث والتاريخ.
وأشار المتحدثون إلى تحديات انتشار المكتبات العامة في الدول العربية، مشيدين بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع المكتبات، وبمكتبة محمد بن راشد باعتبارها أيقونة معمارية جاءت نتاج فكر القيادة.
وركزت جلسة «الذكاء الاصطناعي والمكتبة: فصل جديد»، بمشاركة البروفيسور مارك كوالكيفيتش، وليزا سافولاينن، نائب مدير المكتبة الوطنية الفنلندية، ولويس كويفيه- جن - الرئيس التنفيذي للمعهد المعتمد لأخصائي المكتبات والمعلومات (CILIP)، على الدور المتطور للذكاء الاصطناعي في المكتبات، واستكشاف إمكاناته وحدوده، وأنه أداة تعتمد على البيانات وتتطلب مشاركة بشرية كبيرة لتوجيه تطويره وتطبيقه.
وشدد المتحدثون على أهمية تحسين وصف مجموعات البيانات وبناء البنية التحتية لدعم الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية الأخرى في المكتبات، وأن المكتبات العامة، كمصادر موثوقة للمعلومات، تلعب دوراً حيوياً في تعليم الأجيال القادمة كيفية تقييم المعلومات بشكل نقدي.
• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين