"من ظُلمةِ البئر إلي نورِ الجنّة" كبقية الحكايات الحزينة انتهت قصة الطفل ريان نهاية مأساوية بعد 5 أيام من التشبث بالأمل ودعوات الملايين التي رفعت إلي السماء من أجل انقاذ طفل البئر المسكين، رحل الطفل من ضيق البئر إلي وساعة الجنة هذا البئر المشؤم ذو الـ 60 مترا والذي لا يتجاوز قطره 30 سم، والقابع في ضواحي مدينة شفشاون، بشمال المغرب، شغل العالم أجمع. عملية الإنقاذ تطلبت حفراً طويلا ليل – نهار علي مدة أكثر من 50 ساعة من قبل السلطات لساعات طويلة، وبشكل مدروس وحذر، لصعوبة التعامل مع أرضية قابلة للانجراف والتحرك مما يزيد من الخطورة أكثر. إلا أن كل ذلك لم يجدِ نفعاً حيث خرج الطفل بعد ذلك واسعف للمستشفلي إلا أنه بغضون دقائق فارق الحياة في المستشفي العسكري بالعاصمة المغربية الرباط. وبعد إعلانه خبر الوفاة رسميا، أوضح الديوان الملكي في بيان أصدره مساء أمس السبت، أن الملك محمد السادس أجري اتصالا هاتفيا مع والدي ريان، وأعرب عن أحر تعازيه لأفراد الأسرة كافة، كما أعرب عن تقديره لجهود السلطات الدؤوبة خلال عملية إخراج ريان من البئر. توالت بعد ذلك عدد من التغريدات لرؤساء دول ومشاهير وفنانين معربين عن كامل حزنهم لوفاة الطفل ريان كالإمارات والسعودية وفرنسا وعدد من الدول التي أبدت كامل استعدادها للمساعدة لكن، لا يسعنا الا أن ندعو الله أن يتغمد هذا الملاك البريء بالرحمة ويسكنه فسيح جناته، ويخلد روحه. أما علي الصعيد الإنساني فبتأكيد هذه القصة ليست هي القصة الأولي التي تحصد هذا الحجم وهذا الكم الهائل من التضامن مع هذا الطفل المظلوم، إلا أنها أحد أشهر الحكايات والقضايا التي لاقت صداً واسعاً وقد ساعدت وسائل التواصل السريع في نشرها، فماذا لو توحدت هذه الملايين تحت شعار واحد وفي موقف واحد رافض للقتل والدماء وداع للسلام كما توحدت قلوبهم ودعواتهم وصلاتهم لإنقاذ ريان لعلها رسالة ريان غير المباشرة لهذه الشعوب، وقد وحدهم اليوم ريان في جنازة مهيبة وستظل الحكاية تشير إلي أننا توحدنا بالآلام فلما لا نتوحد بالسلام . ريان الحبيب ..."من ظُلمةِ البئر إلي نورِ الجنّة"