يأتي عيد النصر في روسيا هذا العام ليعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن "الوطن الأم" بمواجهة "تهديد غير مقبول" تطرحه الدولة المجاورة المدعومة من الغرب. في وقت لا يجب فيه أن يتفاخر بوتين بإنجازاته خلال الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت منذ أشهر، إذ أنها تحمل في طياتها الكثير من الخيبات والكثير من المآسي وتشوبها رائحة دم الأبرياء، الذين قضوا في مجازر لم تثبتها المحكمة الدولية بالأدلة بعد ، الا أن تفاخره في عيد النصر بحد ذاته يعتبر إدانة دولية، واعتراف مباشر أن الرئيس الروسي يجب أن يتحمل تبعات هذه الحرب على جميع الأصعدة وبالذات الدماء البرئية المهدورة . كما وأن استعراض العضلات العسكرية يجب ان يكون مترافقاً لخطاب الرئيس بوتن الذي ألقاه في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود المشاركين في العرض العسكري بمناسبة ذكرى الانتصار السوفياتي على النازيين عام 1945 مما أثار الروح الوطنية لدى الروس وحشد دعمهم للنزاع. ويمكن اعتبار ذلك رسالة قوية ليس للجيش الاوكراني فحسب إنما لوأد أي جهود دولية تسعى لإيقاف بوتن عن تنفيذ كامل أهدافه في عمق الأراضي الأوكرانية وبالذات ذلك الدعم العسكري الأخير القادم من واشنطن. ناهيك عن المحاولات الفرنسية التي تدخل اطار المفاوضات السياسية بين الطرفين ومحاولة اقناع الجانب الروسي لخوض مفاوضات حقيقية اذا كانت النية في وقف اطلاق النار موجودة وهذا ما يسعى له كل الدول المجاورة خوفاً من امتداد موجة الدمار والقتل لبلادها، وهذا ما يرفع حس المسؤولية لدى كل الأطراف والسعي معا إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لموازنة القوى والضغط أكثر لإيقاف الحرب. للأسف وخلافاً لكل المحاولات التي قدمت من جميع الأطراف لانجاح المفاوضات والمحادثات بين الطرفين (الروسي – الأوكراني ) إلا أن هذه المحاولات بائت بالفشل، وكان السبب الرئيسي لذلك هو إصرار الجانب الروسي على إكمال مهمته كما يزعم وبلورة الأمر على أنه عملية عسكرية كان من المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن سيخوضها لتحقيق أهدف بين قوسين تخدم المصالح الروسية وتحمي أمن البلاد، وقد بينت بعض التصريحات مؤخراً أن روسيا نادمة لأنها بدأت بهذا التوقيت في العملية إنما كان من المقرر بدأ هذه العملية قبل قرابة السنة تقريباً.