في أول زيارة رسمية منذ اندلاع الحرب في سورية (عام 2011) ، يزور الرئيس السوري بشار حافظ الأسد دولة الإمارات العربية المتحدة ويلتقي ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم البلاد. زيارة تركت أجواء وأصداء إيجابية في الأوساط السياسية والصحفية والدبلوماسية والاجتماعية ووصفت علي أنها تحول في الشرق الأوسط لإحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع سورية من جديد، بعد قطيعة دامت لسنوات عدة. وكعادتها دولة الامارات العربية المتحدة لم تتوانَ في أن تكون من أولي الدول المبادرة لإعادة نشر الأمن والسلام في العالم العربي علي العموم، وفي سورية علي وجه التحديد، إذ أبدت الامارات كامل ارتياحها لهذه الزيارة. وقد غزت العبارة التي قالها الشيخ محمد إنه يأمل في أن تكون "فاتحة خير وسلام واستقرار لسورية الشقيقة والمنطقة جمعاء". مواقع التواصل الاجتماعية في سورية والامارات، تعبيراً عن محبة أبناء البلدين لبعضهما. وقد أعطت هذه الزيارة أيضا الكثير من الفخر للسوريين المقيمين في الامارات، وأبدوا مشاعر الفخر بالانتماء لبلدهم الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع دبي التي احتضنت ألاف السوريين الذين قصدوا دبي هرباً من واقع الحرب. أما علي الصعيد السوري فكانت ردود الفعل تشير إلي أن ابتسامة الأمل قد ارتسمت علي وجوه السوريين وعودة الحلم إلي النفس السوري قد اختصرت بصورة جمعت الرئيس السوري وحاكم دبي. وفعلياً قد أوردت وكالة الأنباء “وام" أن الزيارة السورية للإمارات تصب في منحي "العلاقات الأخوية" بين البلدين و"السلام" في المنطقة. مؤشرات التقارب بين سورية وعدد من الدول العربية قد بدأت منذ العام الماضي عبر بعض المحادثات والتلميحات بما فيها اتصال هاتفي مع حصل بين العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد. الإمارات تتطلع لبناء مستقبل عربي متين وتسعي لأن تكون النواة الأولي في هذا البناء القوي ولا بد من أن تلقي هذه الجهود كل الترحيب والسعي من قبل بقية الدول العربية وهذا ما يأمله السوريون وكامل أبناء الوطن العربي.