لطالما سعت الولايات المتحدة الأمريكية على مدى العقود السبعة الماضية لبناء شبكة من العلاقات والتحالفات في الشرق الأوسط، لتعزيز تواجدها السياسي والعسكري في مناطق فيها والذي كان له تأثيراً حيوياً في أجزاء من العالم العربي، ولا سيما تلك الأجزاء التي تعرضت للغزو العسكري.
وقد بدأ التأثير قوي الحضور منذ سياسية الرئيس الراحل فرانكلين روزفلت عام 1945 الذي استطاع تحقيق علاقات وثيقة وقد بنى بعده عدد من الرؤساء الأميركيون السابقون مع زعماء المنطقة لا سيما السعودية. ولا يمكن انكار دور الولايات المتحدة في دعم بسيط قدمته للدول التي تواجه فقراً كبيراً الا أنها أيضاً لا يمكنها إنكار أنها كانت سبباً في تدمير الكثير من المدن وتحطيم الكثير من آمال أبناء الشعوب العربية وذلك في عهد رؤساء الحقبة الأخيرة وما قبلها بقليل.
حيث بات التفكير خارجاً عن نطاق الدبلوماسية والسياسة الصحيحة وباتت أهداف أمريكا واضحة للعلن لا تستدعي أي تحليل عميق.
إذ أنها تشارك بعدد من الحروب المفروض شنها على مناطق في الشرق الأوسط ودعم أدوات لها لتخريب ما يمكن تخريبه، وثم حضورها العسكري المباشر والسيطرة على مقدرات هذا البلد. هذه السياسة غير مجدية وغير نافعة ولا تعكس صورة أمريكا الحقيقية التي كانت تسعى لتقليص الهوة بين العالمين العربي والأجنبي وبناء علاقات دبلوماسية مع محيطها والسعي لبناء اقتصاد قوي لها، قاعدته ولبنته الأساسية اللبنة العربية.
وهذا ما كان يتمتع به رؤساء أمريكا الأوائل الذين لا تغيب أسماؤهم عن الذاكرة فقوة عملهم أرسى أسماؤهم في الذاكرة، أمثال: بيل كلينتون - جورج بوش الأب- رونالد ريغان - جيمي كارتر- جيرالد فورد - جون كينيدي وغيرهم.
وبالرغم من محاولات الرؤساء الجدد من السعي والسيطرة على الشرق الأوسط عبر إقامة العلاقات الا أن تلك العلاقة الوثيقة التي كان يُنظر إليها على أنها الضامن الرئيسي لأمن المنطقة على مدى العقود الماضية، وصلت اليوم إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق طارحة الكثير من التساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على البقاء كفاعل دولي رئيسي في رسم السياسات الشرق أوسطية.