"سعود السنعوسي" كاتب وروائيّ عربيّ معاصر، وُلدَ الروائي في الكويت في عام 1981م، ويعدُّ اليوم واحداً من أشهر الروائيين في العالم العربي، خصوصاً بعد حصوله على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عن روايته ساق البامبو في عام 2013م، وهو عضو في جمعية الصِّحافيّين الكويتيين وعضو في رابطة الأدباء في الكويت.
تحكي الرواية -لكاتبها سعود السنعوسي- قصة عيسى وهو الابن من المرأة الفلبينية والأب الخليجي، الأب الحنون الدافئ من العائلة الأرستقراطية الذي تزوج من الخادمة الفلبينية زواجًا عرفيًّا، ولمَّا عرفت والدته بالزواج العرفي لم تقبل به وقامت بترحيل الأم وطفلها إلى الفلبين، ليعيش الطفل في الفلبين على أنقاض الذاكرة وتحكي له أمّه الحكايات عن والده والكويت.
بدأت ملامح الخليج تثور في نفس عيسى وما أثار ذلك سوى أمّه التي ترغب بأن يعود ابنها إلى أصله، فتُرسل بالابن إلى الكويت ليقف بملامحه الفلبينيّة عاجزًا عن التّعريف بنفسه فردًا من أسرة خليجيّة، ترفضه عائلته إذ لا يملك من عائلتهم شيئًا سوى صوت راشد الذي شفع له عند جدّته الظالمة أن يعيش في العليّة التي كان يقطنها الخدم، وهناك يأتي دور العائلة -العمَّات- فإحداهنّ كانت رقيقة القلب تعطف عليه فهو ابن أخيها على أي حال، والأخرى تخاف من هذا العار الذي أتى من الفلبين ليقضي على مركزهم الاجتماعي، إذ لن يكون أكثر من فتى من أم فلبينية وأب خليجي، أي هو لا يعدو كونه خطيئة في ليلة ما.
بعد محاولات عديدة من عيسى لكي يندمج في المجتمع الخليجي، لكنَّه لم يستطع حتّى عندما ابتعد عن عائلته، فقد كانت تلاحقه عمته التي تخاف على سمعة وضعهم الاجتماعي وسعت بأن يفصل من عمله أكثر من مرة، ليعود من الكويت إلى الفلبين مسلمًا، ويتزوج من ابنة خالته ويُشكل في حياته ما كان يحلم أن يعيش فيه: العائلة، أخيرًا تسيل الدماء الكويتية في عروقه ولكنّه فلبيني المنشأ والمظهر وحتى الجنسية، ليس عيسى الطاروف وحده مَن عانى من تلك الحياة، بل تلك مأساة متكررة تكرر انتهاك حقوق الإنسان بناء على أصله وماله.
"تتكشّفُ لنا حقيقةُ أحلامِنا كلّما اقتربنَا منها عامًا بعد عامٍ، نرهنُ حياتنا في سبيلِ تحقيقها، تمضي السّنونُ، نكبرُ وتبقى الأحلامُ في سنّها صغيرةً ندركُها نحققُها وإذ بِنا نكبرُها بأعوامِ أحلامٍ صغيرةٍ لا تستحقُّ عناءَ انتظارِنا طيلةَ تلك السنوات".
"هناكَ مَن يمارسُ الرَّذيلةَ لإشباعِ غريزتهِ وهناكَ مع الفقرِ من يمارسُها لإشباعِ معدتهِ والثّمنُ في حالاتٍ كثيرةٍ أبناءٌ بلا آباءٍ".
"نحنُ نأتِي إلى الحياةِ من دونِ إرادةٍ منَّا، نأتي صدفةً، من دونِ نيةٍ مسبقةٍ من آبائِنا وأمَّهاتنا، أو بنيةٍ يلحقُها تخطيطٌ وتوقيتٌ لو أنَّنا نستحضرُ من العدمِ، إن كنَّا حقًا هناك، قبلَ أن تبثّ أرواحنُا في الأجنَّةِ في الأرحامِ، يعرضُ أمَامَنا رجالٌ كثيرٌ ونساءٌ، نختارُ من بينهم آباءَنا وأمّهاتنا، وإن لم نجد مَن يَستَحقّنا، للعدَمِ نَعودُ".
• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين