بأقل من أسبوع بدأ حال النصف الأخر من الكرة الأرضية بالتغير والتبدل علي كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولعله محاولة روسية جديدة لتولي عرش القيادة العالمية عبر الغزو والتوغل. تحليلات كثيرة عقبت الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالرغم من ل هذا التضامن الكبير والعالمي مع أوكرانيا إلا ان الدب الروسي لا يتراجع ولا يهدأ. أكثر التحليلات التي أثارت الدهشة كتبها الصحفي روبرت كاغان بصحيفة “واشنطن بوست” صباح اليوم. والتي تؤول إلي أن العالم قبل الغزو الروسي لأوكراني ليس كما قبله، حيث يرشح روبرت حصول تغيرات جيوسياسية واسعة في أوروبا وفي أهداف حلف الناتو والنظام العالمي القائم وبداية حقبة تسيطر فيها الصين علي تايوان وجنوب شرق آسيا وخلق 3 كتل في العالم (أميركية، وروسية، وصينية)، وأن تعم الفوضي والصراع العالميين؛ حيث تتكيف كل منطقة في العالم بشكل متزعزع مع التكوين الجديد للقوة. وبالتأكيد هذه التغيرات لو حصلت سيتأثر النظام العالمي الاقتصادي جداً لكن التأثر بالتأكيد سلبي وليس إيجابي بالمجمل. إنما سيكون إيجابياً بالنسبة لروسيا وحلفائها الذين سيسيطرون بطبيعة الحال علي الثروات الأوكرانية والاستفادة منها بشكل تلقائي. اذ تتوافق العديد من التحليلات أن روسيا كانت عاجزةً سابقاً من منافسة أمريكا علي الصعيد الإنتاجي والنفطي والثروات الباطنية وما شاببها، وأن أغلب اقتصادها مبني علي التقدم التقني بصناعة السلاح وتصديره. ولعل هذه الحرب قد فتحت سوقاً جديداً لبيع الأسلحة قبل وبالإجمال إن روسيا لم تشهد وهجاً سياسي كهذا منذ عام 1991 أي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي المكون كان من 15 دولة مستقلة في جمهوريات السلاف وهي (بيلاروس - روسيا - أوكرانيا) جمهوريات البلطيق وهي ( إستونيا- لاتفيا- ليتوانيا) جمهوريات الأتراك وهي ( كازاخستان- قيرغيزستان – تركمانستان -أوزبكستان- أذربيجان) جمهوريات القوقاز وهي (أرمينيا- أذربيجان- جورجيا) جمهوريات أخري كـ مولدوفا (رومانية) طاجيكستان لربما المساعي الروسية تصيب أهدافها ولربما تفشل إلا أننا نذكر دائماً أن الأمجاد التي تبني علي دماء الأبرياء لا تستحق أن تحمل اسم مجد بل هي أفعال شنيعة لتحقيق مكاسب سياسية فقط .