فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولاية رئاسية جديدة هي الثانية بالنسبة له وتمتد لخمس سنوات، بعدما خاض منافسة حادة في الدور الثاني مع مرشحة اليمين المطرف مارين لوربان. وقد أعلنت نتيجة الفوز ليل أمس وقت حصد ماكرون أصواتاً مؤيدة قدرت بـ 58.8 بالمئة من الأصوات مقابل 41.2 للمرشحة مارين.
وفي الوقت الذي كان فيه هذا النصر الرئاسي نصراً كبيراً بالنسبة للمؤيدين وبعض الرؤساء في العالم، لم يكن ماكرون راضٍ عنه إذ أنه عمد لسرد مقارنة كبيرة بين نسبة فوزه في عام 2017 وهذا العام حيث أن النسبة بعيدة جدا عن 82 بالمئة التي فاز بها الرئيس الراحل جاك شيراك في عام 2002 عندما احتشدت معظم فرنسا خلفه، بعد وصول مرشح اليمين المتطرف حينها جان ماري لوبان إلى الجولة الثانية من السباق الرئاسي. وقد افتتح ماكرون فوزه بخطاب ألقاه قرب برج إيفل بعبارة - نأمل ألا تكون من جملة العبارات الرنانة التي يطلقها الرؤساء في فوزهم- "إن الولاية الجديدة لن تكون استمرارا لسابقتها بل انطلاقة جديدة لرفع التحديات، على غرار الدفاع عن البيئة وفرض المساواة بين الرجال والنساء ومن أجل مجتمع أكثر عدالة".
واعداً بجعل فرنسا "أكثر استقلالية" وأوروبا "أكثر قوة"، والعمل من أجل "الدفاع عن البيئة" وجعل "فرنسا أكبر دولة بيئية في العالم". لا يمكن انكار أن فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو إنجاز "تاريخيا"، إذ إن ماكرون هو أول رئيس منتهية ولايته يُعاد انتخابه في ظل بلد منقسم بدون أن يكون رئيس حكومته من حزب مختلف، منذ بدء اختيار رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشر في 1962. لكن وبنفس الوقت ينتظر ماكرون تحديات عظيمة والكثير من الملفات الشائكة خاصة التي ترتبط بالأوضاع الاجتماعية لفئة عريضة من مواطنيه حيث يتوجب أن يكون على أهبة الاستعداد لتقديم ما يحقق آمال الفرنسيين الذين اختاروه مرة ثانية بالرغم من أن ولايته لم تخلُ من الاحتجاجات والمناهضات