loader-img-2
loader-img-2
21 November 2024
- ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ -

محامية تنبه الطلبة من سلوكيات يعدونها «عادية»، لكنها «جرائم» في نظر القضاء

محامية تنبه الطلبة من سلوكيات يعدونها «عادية»، لكنها «جرائم» في نظر القضاء

أكدت المستشارة القانونية، المواطنة فاطمة آل علي، أن مخالطتها لأحداث متهمين في قضايا وجرائم، من خلال أدائها دورها كمحامية عنهم، جعلتها تدرك أهمية إطلاق مبادرات مجتمعية، مؤسسية وفردية، لمساعدة الأبناء في المراحل العمرية المبكرة، على تجنب سلوكيات يعتبرونها عادية، أو «تافهة»، ولا يعرفون أنها ترقى إلى مستوى الجرائم، مثل التقليل من شأن آخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، أو شتمهم أو التنمر عليهم.

 

والتحقت آل علي بمؤسسات مجتمعية توعي الأحداث، ومنها «جمعية توعية ورعاية الأحداث»، التي تخصص برنامجاً لعلاج السلوك المضطرب لطلبة المدارس، وتسعى للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة منهم.

وقالت إن أبرز أسباب انحراف الحدث هو مرافقة أشخاص يكبرونه سناً، وغياب الرقابة الأسرية، وضعف الوازع الديني والاجتماعي، إضافة إلى عدم المعرفة الكافية بالقوانين.

وشدّدت على ضرورة التطوع لنشر الثقافة القانونية بين الطلبة، وتعريفهم بظروف الجرائم والمخالفات التي يرتكبها أحداث من فئتهم العمرية نفسها، فضلاً عن تعريفهم بالأسباب الحقيقية التي دفعتهم لارتكاب هذه الجرائم، لافتة إلى سعيها الحثيث للتوصل إلى حلول جذرية لأي ظاهرة أو مشكلة مجتمعية متعلقة بالأحداث. وقالت إن القضايا التي كانت تمثل فيها عن حدث أمام المحكمة، لم تمر عليها من دون أن تترك أثراً في نفسها.

وأوضحت: «كنت أؤدي وظيفتي في المحاماة حتى النهاية، لكن القضية كانت تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيري في مصير الحدث، وتشعرني بضرورة متابعته حتى بعد انتهاء محكوميته أو صدور الحكم ضده».

وقالت إنها توصلت إلى أن «أغلبية المتهمين في قضايا الأحداث لا يملكون معرفة كافية بالقوانين»، وأنهم «يرتكبون أخطاء كبيرة، بتأثير من انجرافهم خلف صداقات أشخاص يكبرونهم سناً، نظراً لضعف اهتمام أسرهم بهم، وعدم غرس الرادع الرئيس في نفوسهم خلال مراحل نشأتهم المختلفة، وهو الوازع الديني».

وأشارت إلى أنها ظلت تبحث عن الطرق المناسبة لتوعيتهم، وحمايتهم من الوقوع في أي جريمة من شأنها أن تتسبب لهم بوصمة مجتمعية، أو تنهي طموحاتهم وآمالهم التي رسموها لمستقبلهم. ورأت أن الطريقة المثلى لتحقيق هذه الغاية، كانت في أن تبدأ تطوعها من خلال مجلس الأمهات في المدارس، حيث نظمت محاضرات وورشاً للطلبة، الذين أبدوا اهتماماً كبيراً وتفاعلاً لم تتوقعه.

وذكرت أنها اهتمت بتوضيح أثر وخطورة ارتكاب الجرائم على الحدث وأسرته والمجتمع، وبينت المتضررين من هذه الجرائم، لافتة إلى أن مرحلة المراهقة تمثل منعطفاً فارقاً في حياة صاحبها، نظراً للانفعالية العالية التي يعانيها المراهق والمشاعر المتداخلة التي تكون أمراً طبيعياً نتيجة التغيرات الجسدية والنفسية، التي تدفعه إلى تجربة أي شيء، أو الإقدام على تصرفات دون التفكير بعواقبها.

وأكدت أنها لاحظت إغفال عدد من الأسر أهمية تقوية الوازع الديني لدى الحدث وتثقيفه بتعاليم الدين وعادات المجتمع، لافتة إلى أن تقوية الوازع هي النواة التربوية التي يتعين على الأسرة الصالحة أن تبني شخصية الأبناء حولها. وذكرت أن غياب هذه النواة يمثل السبب الخفي لارتكاب الأحداث للجرائم. كما أفادت بأن التطور التقني سهل وصول المراهقين إلى كل ما يجول في أنفسهم دون وجود رادع حقيقي، صادر منهم. وأكدت آل علي سعيها للعمل على نطاق أكبر لتحقيق أهدافها المجتمعية.

وقالت إن النتائج التي تتوقعها من خلال عملها التوعوي تتمثل في التوصل للأسباب الحقيقية لارتكاب جرائم الأحداث، ومعالجتها من خلال تطوير مهاراتهم ومساعدتهم على استغلال أوقاتهم بما يستفيدون منه.

قصص الأحداث

قالت المستشارة القانونية، فاطمة آل علي إنها اكتشفت أن الطلبة متعطشون للتوعية التي تتضمن قصصاً لأحداث ارتكبوا جرائم مختلفة، ومعرفة ما آل إليه مصيرهم.

كما أبدت أسر الطلبة تجاوباً فعالاً مع الموضوعات المطروحة، حتى إن بعضهم اقترح عليها التركيز على سلوكيات تقلقهم، بهدف مساعدتهم على تقويم أبنائهم، كموضوع التنمر واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالطرق السليمة والبُعد عن الشتم أو التقليل من شأن الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من السلوكيات التي يجدها الحدث «تافهة»، ولا يعرف أنها قد تكون سبباً في وقوفه أمام القضاء.

• «مرحلة المراهقة تمثل منعطفاً فارقاً في حياة الحدث، نظراً للانفعالية العالية نتيجة التغيرات الجسدية والنفسية».

• إرسال تعليق
• تعليقات المتابعين
كن أول من يكتب تعليقًا على "محامية تنبه الطلبة من سلوكيات يعدونها «عادية»، لكنها «جرائم» في نظر القضاء"