loader-img-2
loader-img-2
22 November 2024
- ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ -

ميركل في ورطة

ميركل في ورطة

لم يكن العالم الغربي يتوقع أن الأيام المقبلة تحمل في طياتها ويلات حرب ستنشب بين روسيا وأوكرانيا. وعلي أثره بدأ يتغير العالم بشكل متسارع وكبير جدا ومفاجئ وبوتيرة مستعجلة وفي الفترة السابقة كانت روسيا قطبا سياسي قوياً قادر علي استقطاب الدول الغربية واقناعها ببناء علاقات اقتصادية قوية إذ بات الغرب يعتمد بشكل كبير في وارداته علي الجانب الروسي بنسب كبيرة وبالذات ألمانيا التي وقعت الكثير من الاتفاقيات في العقد الأخير، وعلي إثرها انتقل اعتماد ألمانيا في مجال الطاقة علي روسيا من 36% من إجمالي وارداتها من الغاز عام 2014 إلي 55% حاليًا. وقد انتقدت صحيفة "دي فيلت" المحافظة السياسة "الخطأ" التي اتّبعتها المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل طيلة عقدين تقريبًا بالمراهنة علي عقود تجارية لتشجيع النهج الديموقراطي واسترضاء أنظمة استبدادية مثل النظامين الروسي والصيني. كتبت صحيفة "زودويتشه تسايتونغ" أن ميركل "يجب أن تتحمّل نصيبها من المسؤولية في حرصها علي إقامة روابط اقتصادية وثيقة مع روسيا" لأن ذلك قد أدّي إلي اعتماد ألمانيا علي موارد الطاقة الروسية و"نري الآن نتائج هذا الخطأ الفادح". وهكذا ربما وقعت ألمانيا بفخ لم يكن بالحسبان ولكن وأيًّا كان الأمر فإن الأمور لن تستمر بهذا الشكل العسكري والاقتصادي المجنون إنما سوف يكون لطاولة الحوار الحق في خلق بيئة اقتصادية جديدة ولتعتبره بقية الدول درساً اقتصادي قاسياً يجب أن يكون في الحسابات السياسية القادمة