تعد الامارات العربية المتحدة من الدول القليلة التي تسجل في تاريخها السياسي صفر عداوات مع أي بلد في العالم.
هذه النتيجة لم تحصدها الامارات الابعد جهد جهيد ومحادثات ومباحثات بين الكثير من الدبلوماسيين علي مدي عشرة سنوات مضت.
حيث كان الواقع العربي هشاً للغاية ولا يقوي علي استعادة ترميم نفسه أو ترميم علاقاته مع أي دولة وخصوصا أن الإرهاب كان يغزو مساحات كبيرة.
ما ترتب علي الامارات أن تبقي محافظة علي علاقاتها ضمنياً بين عدد من الدول حتي يحين الوقت لإعادة وصلها، مع مد يد العون للدول المنكوبة لضمان استمرار هذا البلد علي قيد الحياة.
وهنا تكمن قوة الامارات وذكائها في اختيارها الوقت المناسب، حيث ما إن هدأت الأوضاع العسكرية والسياسية في بعض الدول حتي تقدمت أبو ظبي لإصلاح ما يمكنها إصلاحه من العلاقات بين الدول العربية وغيرها وقد كانت تلعب دوراً وسيطاً في المصالحات بين دول الخليج فيما بينها، إذ أن الخليج أيضا تعرض لموجة خلافات خلال الحقبة الزمنية السابقة.
لكن من أكثر الدول التي كانت تنعم بمقاطعة الخليج هي إيران، وذلك تباعاً لسياسة معينة كانت تصر طهران علي اتباعها، إلا أن الامارات أصرت علي كسر حدة التوترات بين إيران ودول الخليج وقد ظهر هذا واضحاً بعد تصريحات إيرانية علنية عن استعداد إيران لأن تلتقي مع السعودية علي طاولة حوار واحدة أكثر من مرة ، وهذا ما يفرح الامارات لأن مصالح المنطقة واحدة وأي خلل باقتصاد منها سيؤثر تباعا علي اقتصاد الأخري.
وبعد إيران أتت تركيا في الأمس القريب لتنهي هذا الملف وفي كل مرة تثبت الامارات بقيادتها الراشدة والحكيمة أن الخلافات لن تجلب الا مزيداً من الدمار والخراب لكل دول الشرق، وأنه مع الحوار البناء والشامل ومد الأيادي يمكن أن نبني وطناً عربياً متحداً بالكلمة والفعل، قوياً بالاقتصاد.
ولن يقف الدو عند تركيا إنما تأمل الامارات أن تصبح مركز السلام العربي والعالمي لكل الشعوب وتنهي حقبة دموية مر بها وطننا العربي.
والامارات تستحق ذلك كونها شريكاً يحظي بالثقة والتقدير من جانب دول العالم، والقوي الفاعلة فيه، وهي التي تحرص علي تطوير علاقاتها معها في المجالات كافة.