تثير زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات الأسبوع الفائت، الأوساط السياسية وأوساط المحللين السياسيين علي مختلف الصعد.
حيث التقي الرئيس التركي أردوغان الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان حاكم الامارات العربية المتحدة، وقد نجم عن هذا اللقاء التوقيع علي 12 اتفاقية لم تتكشف عناوينها بشكل علني وتفاصيلها وماهي البنود التي تم الاتفاق عليها بين البلدين.
الا أن الزيارة شغلت أوساط المحليين منذ أسبوع حتي اليوم علي جميع الأصعدة والمستويات.
فعلي الصعيد الاقتصادي أثارت هذه الزيارة قصة الممر البري الهام بين الإمارات وتركيا علي لسان بعض المحليين السياسيين.
إذ أنه من المرتقب انشاء طريق بري يربط بين الشارقة وميناء مرسين حيث يعتبر ميناء مرسين البني البنية الاقتصادية الأهم والأمكن في المنطقة التي سوف يتم من خلالها ضخ البضائع الرئيسية والسلع الاستهلاكية والبترول إلي عواصم الوطن العربي، حسب كل عاصمة واحتياجاتها بما يخلق نفعاً اقتصادياً كبيراً لهذه المناطق.
وهذا الطريق سوف يمر من الدولة الإيرانية حسب المخطط المحتمل رسمه، ولهذا يجب علي ايران ان تجلس علي طاولة حوار واحدة مع جميع الفرقاء لوضع سياسة محددة وخط واضح للتعامل مع هذه الدولة، كما يتوجب عليها ابعاد الخلافات السياسية الأخري وعدم ربطها بهذا الخط البري، لأن هذا الخط البري سيضمن لها متنفس كبير لاقتصادها الذي تحاوطه الولايات المتحدة بعدد من العقوبات السياسية والاقتصادية، وهنا من المتوقع أن تبدي طهران كل مرونة مع هذا الخط .
في الفقرة السابقة انقسم المحللون لفريقين الأول فريق اعترض علي مشاركة ايران بهذا الخط ، لعدم الوثوق بها أو ضمان حفاظها علي اتفاق سليم معها.
أما الفريق الأخر رأي أن من حق هذه الدولة أن تكون جزء من هذا الخط إذ أنه سيكون فاتحة للقضاء علي كل خلافات إيران في المنطقة، وأكدوا أنه سيكون ورقة ضغط اقتصادي علي طهران في حال حاولت إيران التخلي عن الوفاء بالوعد والالتزام بميثاق الاتفاق معها.
أما وجهة النظر الثالثة تتمخض في الموافقة علي امرار هذا الخط من ايران بعد محادثات جدية ومعها وهذه الأطراف تري نفسها ليست قريبة من طهران وليست بعيدة وإنما تحاول عرض وجهات النظر جميعها إذ أنها تري في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي نفساً جديداً في السياسية الإيرانية يرنو إلي السلام أكثر من خلفه ، وانفتاحاً قادراً علي إخراج إيران من هذه الدائرة المحدودة.
يبقي هذا الخط البري حكايةً حيكت علي أساس عدد من المعلومات والأخبار ولكن الأيام القليلة المقبلة ستحدد مسار هذا الخط ومسار الدول التي يمر بها ولكن وأيّا كان مساره فهو حتمياً سيحمل اقتصاداً خيراً لكل دول المنطقة المنهكة جراء الحروب ومقاومة فايروس "كورونا" ونأمل أن يمر وبشكل رئيسي من الدول التي تحتاج عجلة اقتصادها لأن تبقي في حالة الدوران كالإمارات التي تنعم بالخير وتفيض علي بقية الدول والتي لا يخفي علي أحج أنها تشكل البذرة الأولي للخير العربي.