بعد كل هذه الفوضي السياسية التي أشعلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في الأوساط الاقتصادية الأوروبية بعد إصداره قرار التعامل مع أوروبا بالعملة الروسية "الروبل" وخاصة فيما يتعلق ببيع وتوريد الغاز. هذا ما جعل الولايات المتحدة تعي أنها أحد أهداف هذه الحرب القائمة بين روسية وأوكرانيا... وقد اتجهت واشنطن لمواجهة تصعيد موسكو بالتصعيد إذ وصل الرئيس الأمريكي إلي العاصمة البولندية وارسو قبل أيام. واللافت في هذه الخطوة أن الرئيس الأمريكي بدأ بالتصعيد عبر عدد من الرسائل وجهها في خطاب له للرئيس الروسي بوتن. وفي أولي هذه الرسائل اعتبر بايدن النزاع في أوكرانيا "فشلا استراتيجي" ذريعاً وطلب من العالم أن تتحول هذه المعركة لحراك ضد الرئيس بوتن. وأضاف أن الحرب في أوكرانيا جزء من "معركة عظيمة من أجل الحرية" وأنه علي العالم الاستعداد لـ"معركة طويلة". وحول بوتين، قال الرئيس الأمريكي إنه "لا يمكن لهذا الرجل البقاء في السلطة". مؤكدا أن الشعب الروسي "ليس عدونا". بغض النظر عن كل الرسائل السابقة المرسلة فإن أخر رسالة يجب أن نفصلها وأن نعي لأبعادها، وكأنها دعوة غير مباشرة للتجييش ضد الرئيس الروسي بوتن ودعوات غير مباشرة لإسقاطه. لربما الساعات القادمة لن تحمل في طياتها أي هدوء مالم تكون الخطوات المتخذة من جميع الأطراف عقلانية، وخاصة أن الرئيس الروسي لا يأبه لأي تصعيد من قبل الأطراف المعادية له، التي تهدف من خلال هذا التصعيد للضغط علي روسيا لغاية إيقاف الحرف التي بدأت تتصاعد فيها فاتورة الدماء والأبرياء والخسائر المادية.